الأحد، 12 ديسمبر 2010

لكل من تابعنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى كل من تابع

 رساله من على فراش الموت

سواء كان من المشتركين بالمدونه
او ممن تابعها
ولكل انسان قدم لى ردا فزادني اصرار على استكمالها
وزادني وثوقا بان رسالتنا وصلت بحمد الله

أقول لكم جميعا ... جزااكم الله عني كل خير
وبارك الله لنا ولكم
واقول لكم  أمرا ..
ان هذه القصه  حينما كتبتها لم أكتبها كروائيه .. لاننى لم اكن اعلم انني استطيع فعل هذا
ولكننى كتبتها من باب الدعوه الي الله ..
ولذلك .. فاني اعتبرها وقف لله تعالى
لكل من يرغب بنشرها ان ارتئي فيها قيمه .. فارجو ذلك
والدال على الحير كفاعله

اشكر كل من دخل لهذه المدونه
واشكر كل من ساهم  وشارك براي
وبالاخص ..
 اخيتي الحبيبة : كلمات من نور
ومشجعتى .. مها البنا
واخي الطيب : المستعين بالله
والمدون الماهر : يوميات شحات
اشكركم جميعا
ونلتقي ان شاء الله قريبا جدا .. ف

 دعوة فرح






الجمعة، 10 ديسمبر 2010

الرسالة الأخيرة

(15)


الحلقة الأخيرة

نهى وهى ترد على هاتفها : السلام عليكم

ويجيبها صوت نسائي غير مألوف لديها : وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته
آنسه نهى كامل الزغبي؟؟

نهى وقد تعجبت من الذي يسئل عنها بالاسم الثلاثي : ايوه يا فندم

المتصلة وكانها وصلت لمرادها بعد طول أنتظار ثم تزفر وتلتقط نفسها فى ارتياح وهى تقول : وأخيرا ، بقالنا تقريبا شهر بنحاول نكلمك ، التليفون كان علطول مغلق

نهى وهى مازالت فى غموضها : اه فعلا أصلى كنت مسافره ولسه راجعه مبقاليش كام يوم ويدوب لسه بشغل الخط حضرتك اتصلتى

المتصلة : انا بالفعل تقريبا مشغلة الخط عندى ع الريدايل عليكى طول الوقت

نهى وقد زاد تعجبها : ياه للدرجه دى ، انا أسفه انى كنت سبب إزعاج كده ، بس انا اسفه مين معايا أصلى بصراحه مش واخده بالى من الصوت

المتصلة فى إعتذار : انا اللى آسفه نسيت أعرفك بنفسي ، اعذرينى بقي ماحنا بقالنا كتير دايخين عليكى وما صدقنا انك رديتى ثم تكمل ، انا دكتورة سوسن إمام

وتتذكر نهى الإسم وينقبض قلبها وكأنها إستعادت لحظات الماضي ومعرفتها بخبر مرضها وترتبك وتجرى لتتأكد من أن باب غرفتها مغلق وان والدتها قد انشغلت بأعمال المطبخ

ثم تجيب فى تساؤل غير معلن : دكتورة سوسن ؟ خير فى حاجه ؟؟ أقصد.. إزي حضرتك ؟؟

وتختلط الكلمات فى حلقها ولا تستطيع أن تدارى ارتباكها

دكتورة سوسن فى تودد : ياااااااااه ، ايه كل اللخبطه عموما انا بخير ويا ستى فى كل خير ان شاء الله
ثم تكمل :أخبار صحتك ايه دلوقتى ؟؟

نهي في قلق : الحمد لله بخير

دكتورة سوسن : وياتري تعبتى تانى أو اتكررت معاكى حالات الإغماء

نهي وكأنها تذكرت أنها كانت مريضه فتجيب وهي تتمتم سبحان الله : لا متكررتش خالص من آخر مره ، حتى الدوا اللى حضرتك كتبتهولى مستعملتوش خالص

دكتورة سوسن : طيب تمام الحمد لله ، ويا تري قلتى لبابا وماما على خبر مرضك ولا لسه معرفتيش تبلغيهم ؟؟

نهى وقد تاهت معالم وجهها فلم تعد تبدى شيئا : الصراحه حاولت كتير بس معرفتش فقررت انى موجعش قلوبهم عليه ، انا راضيه بقضاء الله وطالما مفيش علاج هيستدعى انى آخده فمفيش لازمه اوجع قلوبهم

دكتورة سوسن في إطمئنان : طيب خير .. الحمد لله

نهى فى تعجب من كلمتها وهى التى كانت مصممه على ابلاغهم معها ...........

الدكتور سوسن : بصي يا نهى ، انا مش عارفه ابتدى الموضوع من فين ولا ازاى ؟؟

نهى فى قلق : ابدئيه من مكان ما تحبي يا دكتوره خير فى ايه

دكتورة سوسن : حصل حاجه سبحان الله اول مره تحصل عندى وخصوصا انى بشتغل مع ناس فاهمين شغلهم كويس وعارفين هما بيعملوا ايه ومش بشكر فيهم لانهم بيشتغلوا معايا بس فعلا يا نهى من غير أعذار واهيه احنا اللى جمعنا كلنا اننا حابين ندى صورة طيبه للإسلام ونخدم المسلمين بس زى ما تقولى هى مشيئة الله سبحانه وتعالى وكويس ان ربنا نور بصيرتنا بعدها بيومين بس كان تليفونك اتقفل

نهى وهى مازالت لا تعي شيئا ولكن تأكيدا لكلماتها: فعلا يا دكتورة ، أنا لما دخلت المركز عندكم وجدت معامله طيبه ووشوش مبتسمه طول الوقت رغم التعب والاجهاد الواضح عليها ورغم انى متعاملتش مع كل الدكاترة فى المركز الا انى طول فترة انتظارى سمعت حكاوى طيبه كتيرة قوى عن كل اللى فى المركز

دكتورة سوسن : طيب كويس بشرة خير واهو تمهدلى شويه افتح كلامى معاكى انا كنت أفضل انك تيجى تقابلينى وأشرحلك الموقف أحسن بس طالما رديتى مش هقدر أسيبك تنتظرى لبكره دى أمانه وفى رقبتنا لحد ما تعرفيها
عموما يا ستى لانى طولت عليكى جدا
الاشعه بتاعتك أثبتت ان كل اللى عندك مكنش أكتر من نقص فى نسبه الحديد بالدم مع سوء تغذيه وارهاق وهو ده اللى أدى انك تكرر حالات الإغماءة عندك والصداع اللى كنتى بتحسي بيه
وان شاء الله لما تجيلى العياده هكتبلك على شوية فيتامينات مع حديد وهديلك نظام غذائي تمشي عليه

نهى وكأنها لم تفهم من الذي وُجهت اليه الكلمات السابقه : أشعة ايه يا دكتورة سوسن انا مش فاهمه حاجه

دكتورة سوسن : شوفى يا نهى ، فى اليوم اللى حللتى فيه كان فى مريضه قبلك علطول كان اسمها نهى كامل الأحمدى وكانت بتعمل نفس التحاليل وعمركم متقارب
فحصل غلطة أول مرة تحصل ان دكتورة الاشعه بعتتلى تحاليلها على انها تحاليك انتى والعكس
فلما وصلتنى الاشعه كان مكتوب عليها نهى كامل ونسيوا يكتبوا الأحمدى واتعاملت انا معاها على انها تحاليلك انتى لانه نفس اسمك
وبعدها بيومين دكتورة ليلى بتاعة التحاليل كانت بتراجع التحاليل اللى اتعملت بشكل دورى بتعمله كل اسبوع اكتشفت الغلطة انها بدلت الاشعات بتاعتكم مع بعض واتصلت بيه فورا وحاولنا من يومها نوصلك بس زى ما قلتلك تليفونك كان مقفول وطبعا انتى مكنتيش كاتبه اى ارقام تليفونات تانيه ولا حتى عنوان واضح نوصلك عليه ، كويس انك كتبتى اسمك ثلاثي ورقم الموبايل وكويس انى انا كمان حفظته عندى يوم ما قلتلك

نهي وقد تناست كل ما يخصها :لا اله الا الله ، طيب ونهى ؟؟

دكتورة سوسن : مالها ؟؟

نهى : هي عامله ايه ، يعنى ايه حالتها بعد ما عرفت المرض وهى كانت فاكره انها هى اللى عندها نقص الحديد مش أنا

دكتورة سوسن : احنا لجأنا لجوزها الصراحه عشان يمهدلها الخبر وهى حاليا كويسه جدا يمكن حالها دلوقتى زى يوم ما عرفتى انتى خبر مرضك المزيف عندها رضا بقضاء الله ويقين انه خير و هى فى المستشفي لان فى كورس علاج اكتشفناه وبنحاول نديهولها والله المستعان

نهى فى أمل : ربنا يهون عليها ويشفيها هى وكل مرضي المسلمين ، طيب هو انا ممكن اشوفها ؟؟

دكتورة سوسن : والله مقدرش ارد عليكى لانها حاجه متخصينيش انا بس هكلمها واسالهالك ومعتقدش انها هتمانع بالعكس

نهى : ياريت يا دكتورة سوسن ، انا حاسه ان عندى كلام كتير قوى عاوزة اقولهولها

دكتورة سوسن : ان شاء الله ، والف حمدلله على السلامه ، يمكن دى اول ليله هعرف انامها من شهر فااات

نهى : الله يسلم حضرتك واسفه جدا انى سببتلك كل التعب ده

دكتورة سوسن : ولا تعب ولا حاجه زى ما قلتلك قبل كده يا نهى ده واجبنا ولازم نأديه على أكمل وجه ومش بس انتوا اللى ربنا بعتلكم رسالات سواء انتى او نهى الأحمدى لا احنا كمان ربنا علمنا درس ورساله ، هو الموضوع كله كان بتدبير ربنا لحكمه عنده فالحمد لله على كل حال
ومتنسيش تفوتى عليه بقي عشان أديلك الروشته

نهى : وتردى كمان عليه فى موضوع زيارة نهى

دكتورة سوسن : ان شاء الله يا حبيبتى وبابي مفتوحلك اى وقت
يلا سلام عليكم

نهى : وعليكم السلام ورحمة الله ، فى حفظ الله

ثم تضع هاتفها جانبا وتسجد سجدتين شكر قبل أن تذهب وتتوضا لتصلى صلاة شكر لله
وتخرج لتجد والدتها وقد أعدت السفرة للغداء وتتذكر ذلك اليوم الذى عادت فيه بعد ان امضت وقتها تفكر فى طريقه تخبرهم بها بمرضها وتتذكر حديثها وحوارها مع والدتها يومها وتمر اللحظات والايام امامها كانها شريط سينمائي قصير المدى
ثم تحضن أمها بقوة وكانها إستعادتها من جديد وصارت تقبل يدها ورأسها وقد فاضت عيناها بالعبرات
الأم : ده ايه الحب المفاجيء ده ، خير يا نور عينى

نهى : أبدا يا ماما ، بس مشتقالك قوى وحاسه انى كنت غايبه ولسه راجعه

الأم : فعلا يا نهى ، انتى كنتى غايبة ولسه راجعه

نهي فى تعجب وخوف أن تكون والدتها علمت بسرها : ............

الأم : متشتغربيش كده ، الام قلبها بيحس بكل حاجه ، انتى كده بنتى حبيبتى اللى انا ربيتها وعاشرتها يوم بيوم
يمكن معرفش ايه اللى كان مغيرك ، بس كنت حاسه انك زي ما تكونى شايله حمل كبير ومش عارفه تقوليه لحد ، النهارده بس وبحضنك ده وبنظرتك دى حسيت انك شلتى الحمل ده عن ظهرك

نهى : يااااااااااااااااااااااااه ، قد كده حاسانى يا أمي ، ربنا ما يحرمنى منك

الأم : ولا يحرمنى منك يا حبيبتى ، ومش هسئلك ايه اللى كان مغيرك ، بس لما تحبي تحكى أكيد مش هتلاقي أحن من أمك تحكيله

نهي : فعلا يا ماما ، مفيش احن ولا أطيب ولااحلى منك أحكيله واكيد هيجي وقت احكيلك كل حاجه ، بس انا دلوقتى عاوزة اشبع من حضنك قبل ما عم الحج كامل يجي ويقولى
ثم تتنحنح وهى تقلد صوت والدها : احم احم عيب يا نهى انتى كبرتى بقي على الدلع ده روحى شوفيلك حضن تاانى ، وسيبيلى انا الحضن ده

الأم وهى تبعد نهي عن حضنها وقد اخجلتها كلماتها : طيب يا لمضه لاانتى ولا غيرك ، امشي يالا امشي

نهي : انا فعلا همشي أهو بس هروح أصلى ركعتين شكر لله انه يخليكى ليه وما يحرمنى منك أبدا

الأم فى حنان : ولا يحرمنى منك يا بنت عمرى ويفرحنى بيكى عن قريب يارب انتى وابن الحلال اللى يستاهل قلبك الذهب ده

نهي فى خجل : هقوم انا اصلى بدل ما أخد قلم فى روحى واتغر عليكم بقي

*****

فى اليوم التالى خرجت نهى مبكرا ً وهي تحمل نفسا ً جديدة إستطاعت أن تفك طلاسم الرسالة التي وصلتها
وظلت تبحث عن شىء قيم حتى وجدت ضالتها فى أحد المحلات
وتوجهت مباشرة الى عيادة طبيبتها وفور دخولها رحبت بها الممرضه
الممرضه : ياااااه ، آنسه نهي ، اهلا اهلا ده احنا بقالنا كتير بندور علي حضرتك

نهى وقد اعياها الخجل وأصبحت تحدث نفسها هي البلد كلها كانت بتدور عليه ولا ايه : والله يا جماعه انا اسفه لتعبكم ده جدا وعموما ادينى جيت اهو

الممرضه : الف حمدلله على سلامتك ويارب دايما جايلنا مبسوطه كده

نهى : ربنا يخليكى ، يا ترى اقدر أقابل دكتورة سوسن ولا ..

وقبل أن تكمل سؤالها : من غير ولا ، انتى تقابلى الدكتوره فى اى وقت ، ثواني بس الكشف اللى عندها يخرج وادخل حضرتك

نهى : لا انا ممكن أستنى للآخر مفيش مشاكل

الممرضه : لا يا فندم ، ده كلام الدكتورة انك لو جيتى فى اى وقت تدخليلها فورا
ها بقي حضرتك تشربي إيه ؟؟

نهى : جزاكى الله خير ، انا هستناها وبعدين همشي علطول ، مفيش لزوم تتعبي نفسك

الممرضه : مفيش تعب ولا حاجه ، وعموما لو احتجتى اى حاجه اندهى بس عليه
نهى فى خجل : جزاكي الله خير

وماهى الا دقائق بسيطه حتى أدخلتها الممرضه للدكتورة

دكتورة سوسن وهى تتحرك من خلف مكتبها مرحبة بنهى : أهلا أهلا أهلا ، العيادة نورت

نهى : اهلا بيكى يا دكتورة ثم قدمت لها هديتها فى تواضع

دكتورة سوسن في تعجب واستنكار : ايه ده يا نهى ؟؟

نهي : دى حاجه بسيطة

دكتورة سوسن : بس .....

وقاطعتها نهي موضحة لها الأمر : معلش يا دكتورة إعتبريها تذكار بسيط مني
يمكن المرحله اللى مريت بيها كانت صعبة ويمكن كان فيها مشاعر كتير من كتر ما كنت مضغوطه فيها مبقتش قادرة أفتكرها
بس منكرش انها كانت أجمل واصعب رسالة جتلى من ربنا ،، رسالة علمتنى انه لازم نفوق ونصحى قبل فوات الأوان ، رسالة قريتها وحسيتها وعشتها
مش لازم يبقى فى موت مستنينا عشان نفوق ونصحي ونفتكر انه ربنا موجود وهيحاسبنا على أعمالنا
مش لازم يبقى فى موت عشان نفتكر اننا هنقابل سيدنا محمد وهنقف قدامه وياما ياخدنا فى حضنه ياما يقولنا بعدا بعدا سحقا سحقا
لازم نفتكر ان فى صراط هنقف عليه وهيبقى زى حد السكين ع اللى أهمل وعصي ونسي وهيبقى زى الريح للى طاع وتعب واجتهد
لازم نفتكر ان فى رسالة شايلينها ولازم نكون قدها وان الوقت بيجري
لازم نملي الشنطة بتاعتنا ونتزود عشان يوم اللقا زادنا ده يكفينا
الرسالة كانت صعبة بس جت فى وقتها يا دكتورة سوسن ، ويمكن حضرتك كنتى سبب من ضمن أسباب فى رسالتي

دكتورة سوسن وقد إمتلئت عيناها بالدموع : مش عارفه أقولك ايه غير ربنا يبارك فيكى ويبارك فى شباب كتير زيك لازم يفوق للمهمة اللى مستنياه
بس زى مانتى جبتيلى هدية ، اسمحيلى انا كمان أجيبلك هدية ولانى عارفه انك مش هتقبلى أى هدية جبتلك هدية من نوع تاانى

نهي وقد فطنت إلي مغزاها ولكنها احتفظت بصمتها

دكتورة سوسن : هتقابلى نهي الأحمدى بعد شويه انا كلمتها امبارح عنك وهي كمان حابه تشوفك قوي ، ومستنياكى النهاردة أى وقت.. يارب هديتى تكون عجبتك

نهي : طبعا عجبتنى جدا ، حضرتك متعرفيش انا نفسي أشوفها ازاى

دكتورة سوسن : طيب يا ستى هى منتظرااكى فى المستشفى دى أى وقت ، يعنى لو حابه تزوريها روحيلها علطول

وأعطت نهي العنوان وانصرفت نهى وهى تشكر الدكتوره على كل ما كانت سبب فيه وعلى كرمها الزائد معها
ونزلت نهي مسرعه لتلحق بمواعيد الزيارة ولم تنسي أن تصطحب معها باقة من أجمل الزهور لتدخل بها السرور علي قلب نهي
ووصلت المستشفى وهي فى أشد لحظاتها انفعالا ًوشوقا ً
وتصل إلي باب الغرفة فتدق بخبطات رقيقة على الباب ليأتى لها صوت ناعم وحنون من الداخل ويأذن لها بالدخول

نهي الزغبي : السلام عليكم

نهى الأحمدى : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

نهي الزغبي وهي تقدم باقات الورد : طهور ان شاء الله

نهى الأحمدى : الحمد لله على عطاياه ، تاعبة نفسك ليه بس

نهى الزغبي : ولا تعب ولا حاجه دى حاجه بسيطة

نهي الأحمدى :شكلك كده نهي اللى دكتورة سوسن حكتلى عنها

نهي الزغبي : اه فعلا انا ، وبصراحه وفرتى عليه حرج كبير قوى

نهى الأحمدى : حرج ليه بس يا حبيبتى ، كله بمشيئة الله ودى إرادة ربنا واكيد هي خير
نهى الزغبي : ونعم بالله

نهي الأحمدى وقد قرأت فى ملامح نهي أنها تريد أن تعرف كيف وصلتها الرسالة وكيف كانت وكيف أصبحت : عارفة يا نهى انا راضية قوى بنصيبى وباللى ربنا كاتبهولى مش بس لان دى إرادة ربنا سبحانه وتعالى لا كمان لان إعتبرتها تطهير ليه من ذنوب ومعاصي كتير عملتها

نهي الزغبي وقد استلمت كرسي فى هدوء وجلست عليه حتي لا تقطع استرسالها

وتكمل نهى الأحمدى : انا قبل مرضي كنت بعييييده قوى عن ربنا ، لبس على أحدث موضة اللى ضيق واللى قصير وكل يوم قصه جديدة ولون جديد وأصحاب فى النادى وشله كل يوم تسهر فى حتة وكل ده فى حدود المعقول والمتاح فى الطبقات اللى زى دى
ولما ربنا مّن عليه بحمزة جوزى يمكن ساعتها حصلتلى رجه شويه ، هو جالى عن طريق ناس معارفنا عارفين ان بيتنا بيت طيب فرشحوني ليه وبالفعل جالي ولفت نظرى من أول ما سمعت إسمه ، إفتكرت ان الإسم ده مش غريب عليه ومن زمااااااااان قوى مسمعتوش وللأسف وقتها معرفتش مين صاحب الإسم لاننا كنا مسلمين وخلااص مش عارفين حاجه عن دينا الا الفـُتات ولما سئلت إفتكرت انه كان عم الرسول ووقتها اتكسفت قوى من نفسي وفضلت أبكي من جوايا وأنا مش عارفه ايه سر بكائي بحرقة كده وزى ما تكون دى الفطرة الطيبه اللى ربنا بيخلقنا بيها
وطبعا أنا كنت مرفوضة بالنسباله خالص ، هو كان عاوز واحده ملتزمه مش بس بالشكل يعنى حجاب وكده لا كمان عارفه دينها وحقوقها وواجبتها
ومن غير ما أعرف تفاصيل رفضه ده كنت انا من نفسي من جوايا لقيت حاجه بتدفعنى أقرا شويه بشويه والتزم حبه حبه
مش هنكر اني كنت بقع كتيير قوى وبرجع أزهق وأضيق اللبس وحبه حبه الطرحه مبقتش طرحه والحجاب مبقاش حجاب بقي حجاب على الموضه بيسيء للحجاب أكتر ما بيعرف بيه
وبعد شويه وقت كان حمزة سمع عن التخبط اللى انا فيه وحس انى جوايا بذرة طيبه بس الصحبة وشياطين الأنس غالبنى فقرر انه هو يحاول معايا
واتقابلنا صدفة فى النادى وعرفت انها كانت عن عمد بعد جوازنا لانه راعي انه يقابلنى وانا وسط أهلى
وساعتها استئذن أهلي انه يتكلم معايا شويه وهما سمحوله وانا ساعتها كنت زى الأطرش فى الزفه مش فاهم حاجه
وبعد القعده دى قرر انه يتقدملى تاانى وان ليه حرية القرار فى القبول أو الرفض لاني بصراحه مكنتش اديت للموضوع أهمية فى المره الأولى وخصوصا انه اختفي هو كمان
ومخبيش عليكى هو شخصيه تتحب من أول دقيقه ، تحسي وشه مليان بالنور ، وسمح غير انه بيحاول دايما يفهم اللى قصاده على إيه قبل ما يحكم عليه وحش ولا كويس
واتخطبنا بعدها بوقت قليل وقضينا أجمل أيام جميلة ، مفهمتهاش الا بعد ما عدت وخلصت
تعرفى ،
وتكمل فى استرسال وكأنها تتحدث إلي صديقة عمرها وليست فتاه لم تراها الا من لحظات قليلة
هو كان شاغل نفسه فترة الخطوبه دى بيه ، كنت كل إهتمامه ، كان بيحاول يعلمنى أكتر وبطريقه بسيطه خالص وواحده وواحده
ومع ذلك انا كنت طالبه مشاغبه ، كنت بدايق منه كتير وبتعصب عليه ، وهو كان صبور لدرجه جميله قوى وكل ما أقرا الآيه بتاعة
وأمر أهلك بالصلاة وإصطبر عليها أفتكر صبره معايا ومدى تحمله
وعدت فترة الخطوبة بكل لحظاتها الجميله وفتراتها الصعبة واتجوزنا وكأن الانسان اللى كان معايا ده كان حد تاانى
إكتشفت انه كل اللى عمله معايا فترة الخطوبه ده ولا شيء بالنسبه للإنسان الحقيقي اللى عايش معايا
لقيت نموذج فعلا لانسان مسلم بحق ، عارف دينه ، كان بيقتدى بالرسول فى حاجات كتير فى زواجنا
وطبعا انا مفهمتش ده الا بعد فتره برده لما قريت فى سيرة الرسول
مهما أوصفلك قد ايه كان انسان طيب وحنون ومتسامح وصبور ومع كل ده راجل ومعتز برجولته
ولو أقولك بقي اختك تعبته معاها قد ايه ومع ذلك كان صابر ومتحمل وبيفهمنى زى ما اكون بنته
لحد ما جت لحظات تعبي وبدأت الآلام تجيلى ساعتها زى ما بيقولوا عرفت من حبيبي من عدوى ، عرفت وفهمت حاجات كتير مفهمتهاش فى عمرى كله ، اتعلمت قيم كتير قوى قوى فوق ما تتخيلى
ولما ظهرت النتيجة المره الأولى أو المرة يعنى اللى إتبدلت فيها الأشعه بتاعتنا مش هضحك عليكى كنت هقع تاانى وهرجع للى كنت فيه لولا حمزة هو اللى كان بيفوقنى ويقولى مش لازم يبقى فى حاجه وحشة مستنيانا عشان نمشي صح ونعرف ربنا
وبالفعل قبل ما دكتورة سوسن تبلغ حمزة بالنتيجه الصحيحه وقبل ما هو يبلغنى بيها كنت وصلت لمرحله من الرضا غريبه
وزى ما أكون عطشااااااااانه قوى لربنا ، كنت مشتاقه لكل حاجه فى دينا ، مشتاقه للصلاة والسجود والبكاء بين يدي الله عز وجل
مشتااااقه أقرا قرآن واحس بكل آيه فيه واعيشها
مشتاااااااقة أستر جسمي اللى ربنا أمرني بستره عشان مصلحتى مش عشان حاجه تانيه ، عشان انا غاليه قوى عند ربنا وهو عاوز يحمينى من اى عين وحشة تنظرلى
مشتاقه أعرف كل حاجه عن الرسول عشان لما أقابله أقوله انا قريت عنك كتير قوى وعرفت عنك كل حاجه
مشتاقه أعرف مين كانوا أصحابه وازاى كانوا وكانوا بيعملوا ايه
كنت مشتاقه لكل همسه وكل كلمة ممكن تعرفنى بديني ، وكنت حابه قوى لقاء ربنا وبتمنى أشوف الرسول قوى قوى
ولما حمزة لقانى وصلت للمرحله دى وطبعا كله كان بمساعدته بعد مشيئة الله سبحانه وتعالي وكمان كان ظهر الكورس الجديد اللى انا باخده دلوقتى ساعتها بس قالي الحقيقة وان الأشعة إتبدلت بعد طبعا ما فضل يذكرنى بالرضا بقضاء الله وان ساعات ربنا بيحب يشوف صبرنا فبيبتلينا ، وان ربنا سبحانه وتعالي بينزل الداء وينزل معه الدواء
ومش هكدب عليكى انا ممكن أكون زعلت شويه لانى هفتقد ناس فى الدنيا زى حمزة وامى وابويه واخواتى وفوق كل ده إبني بلال
بس بصراحه فرحت لانى هقابل الرسول واصحابة الى قريت عنهم وسمعت حكاياتهم
يمكن مكنش عندى زاد كبير أقابلهم بيه ويمكن مقابلهمش لقلة زادى بس املى فى ربنا كبير
وبصراحه دلوقتى عندى أمل فى الحياة وبقيت متمسكه بيها لانى عاوزة أعمل حاجات كتير قبل ما أقابلهم
عاوزة يبقى عندى حكاوى أحكيهالهم ، عندى إبنى بلال نفسي أعرفه من اللى هو اتسمى على اسمه وازاى كان صوته هو اللى بيريح القلوب وكان الرسول يقوله : أرحنا بها يا بلال
نفسي أعمل حاجات كتير قوى وأولهم انى أبر جوزى اللى صبر عليه واستحملنى
والحمد لله الدكاترة قالوا ان الأمل زاد فى نسبة شفائي لانى استجبت للعلاج بدرجه كبيرة وكان الدافع الأساسي هو تمسكى بالحياة
يااااااااااااااااااااااااااه ، انا رغيت كتيييييير قوى
صدعتلك دماغك ثم رفعت نظرها وافاقت إلي نهى التى إحمرت عيناها من البكاء

نهي الزغبي : بالعكس انتى قصتك جميله جدا ومليانه حاجات كتير ممكن تنفعى بيها غيرك وتنصحيهم
ان شاء الله لما ربنا يكرمك وتقومي لنا بالسلامة نستغلك معانا فى صحبة الخير اللى عملناها للتعريف بالاسلام

نهى الأحمدى : ان شاء الله يا نهي ، يشرفنى والله انى اكون معاكم ، رغم انك متكلمتيش كلمتين على بعض بس سبحان الله حاسه انى مرتحالك جدا وتجربتى علمتنى أقرا الناس من أول لحظة ، وانتى حد أحسبك على خير ويشرفنى اننا نكون إخوات فى الله

نهى الزغبي : الشرف ليه قبل ما يكون ليكى ، انا بجد سعيدة انى اتعرفت عليكى والمره الجاية بقى عاوزة أتعرف على بلال ان شاء الله

نهى الأحمدى : ايه ده انتى بتقومى ورايحه فين ؟ ده انا حتى مضايفتكيش بكوباية ميه

نهى الزغبي : يا ستى يبقى لينا ، والجايات كتير ، ولا انتى بخيله مش عاوزانى أزورك تانى

نهى الأحمدى : لا يا قمر بالعكس ، انا كمان عاوزة أعرف قصتك مع الحدوته بتاعتنا دى

نهى الزغبي : ان شاء الله المره الجاية ، انا تعبتك قوى النهارده وخليتك تتكلمى كتير ، والممرضه منبهه عليه متعبكيش

نهي الأحمدى : بالعكس انا حاسه انى مش تعبانه ، انا حاسه انى بقي عندى دافع أقوى انى اخف عشان أكمل اللى حلمت بيه ، انتى فكرتينى بأجمل أيام ...
ثم تغمض عيناها وتغط فى سبات عميق

نهي الزغبي : يا حبيبتى ، نامت وهى بتتكلم ، ربنا يخفف عنك يارب انتى وكل مرضي المسلمين
ثم تضع قبله على جبينها وتترك لها مصحفا صغيرا بجوار رأسها وقد علقت فى طرفه كارت كتبت فيه
من نهي إلي نهي
مستنياكى عن قريب فى صحبتنا الطيبة
شدى حيلك وطهور ان شاء الله

وتركتها وقد حلقت في رحاب الله عز وجل ومدى رحمته على عبيده
واذ بها تصطدم بطفل صغير يجري

نهي : أكيد انت بلاااال

بلال الصغير بلغته : ايه ده ، انتى تعلفيني

نهى وقد كادت تصل إلي سنه : اه أنا اعلفك ، أثل ماما حكيتلى عنك كتيييييييييييل كتييييييييييل

بلال : طيب موس تقوليلى حضلتك تبقي مين ، مش انتى علفتينى انا كمان عاوز أعلفك

نهي : انا يا سيدى نهي

بلال فى براءه شديده : ماما هى اللى نهي

نهي : ما هو انا كمان اسمي نهي

بلال : الله ، يعنى انتى زى ماما

نهي وهى تحتضنه برفق حتى لا يخاف منها : اه يا حبيبي ، بس ربنا يخليلك ماما

بلال وهو يكاد يبكى : بس هى تعبانه قوى ومبقتس تلعب معايا زى زمان

نهي : معلش ، هى ان شاء الله هتخف ، عارف هتخف ازاى ؟؟

بلال فى براءة : إزاى ؟؟

نهي : بإنك تقعد تدعى ربنا كتير كتير عشان هى تخف فربنا يسمع دعاك ده وان شاء الله تخف وتقوم تلعب معاك زى زمان

بلال وهو يرفع كفه الصغير الى السماء : يارب ماما تخف بسلعه وتقوم تلعب معايا زى زمان ، يارب انا بحبها قوى خليها تخف

نهى فى تأمين على دعاءه : اللهم امين ، المهم بقي يا بطل خلى بالك من ماما ومتزعلهاش منك واسمع كلامها عشان ربنا يستجيب دعوتك الحلوة دى

بلال : حاضل يا طنط

نهي : وعاوزة المره الجايه لما أجي الأقيك بقيت راجل قد الدنيا وبطلت عياط خالص واوعدك انى العب معاك لحد ما تزهق

بلال : حاضل ، بس انتى تعالى تانى ، انا حبيتك خالث

نهى : وانا كمان يا حبيبي
ثم تقبله وتوصيه الا يصدر صوتا مزعجا ً حتي لا يوقظ والدته فيخبرها بأن والده على وشك الحضور وتنصرف هى مودعه إيااه
وإنصرفت نهي وقد تعلمت دروسا كثيرة وظلت تدعو الله أن يشفي نهى حتى تستطيع إكمال ما بدأته وتذكرت زوجها الذي أخذ نصيبه هو الآخر من الدعوات
ولم تنسي صديقها الجديد بلال الذي مازال فى بداية الطريق ويحتاج إلي حضن أمه
وظلت تدعو طوال الطريق لتشهد عليها الأشجار وتؤمن علي دعواتها
ووصلت نهي إلي منزلها وبداخلها رغبة كبيرة لمواصلة مسيرتها
واذا بها تجد والدتها تنتظرها فى إرتباك على غير عادة على باب المنزل

الأم : لسه كنت هتصل بيكى دلوقتى حالا ، انتى كنتى فين؟؟

نهي في ارتباك : أبدا يا ماما كنت بزور واحده معرفه فى المستشفي ،، خير يا ماما ، ومالك كده واقفه ع الباب ، فى ايه؟؟؟

الأم : أصل عندنا ضيوف

نهي فى تعجب : ضيوف مين دول ، ما كل قرايبنا وأصحابنا جم وباركولنا ، وبعدين مين اللى جاى فى وقت زى دا ، ده حد طمعان فى غدوة ولا اية ؟؟

الأم : بلااااش لماضة يا بنت انتى ، وادخلى أغسلى وشك وصلى وغيرى هدومك ، عقبال ما أجهز انا واجب الضيافة

نهي وقد زاد تعجبها : ايه يا ماما مالك مرتبكه كده ليه ، ضيوف مين دول اللى مخلينك كده ، يكونش جايلى عريس وانا مش دريانه ، مهو انتى وشك مبيقلبش القلبه الجد دى الا لما عريس بيظهر فى الرؤية

الأم فى فرحة : آه يا لمضه ، جايلك عريس وأى عريس ربنا يجعله من قسمتك

نهى مداعبة : وده ايه العريس اللى منمر على غدانا ده ، ايه ملقاش فى بيتهم غدا قال أروح اتقدم يمكن يغدونى

الأم : مفيش فايدة ، ده مامته داعية عليه اللى هيكون نصيبه لسانك ده

نهي وقد أمسكت بوجنتي والدتها فى مداعبة : تؤتؤتؤتؤ ، مش كانت دعياله وراضيه عليه ، غيرتى رأيك ليه يا قمر

الأم فى جدية : خلينا بقي نرغى هنا ، والناس ملطوعين جوه لا اتقدملهم حاجه وحضرتك كمان قدامك ساعه على ما تجهزى يكون الراجل زهق

نهي فى عدم تصديق : هو الموضوع بجد ولا ايه ؟؟

الأم : أمال يعنى بنهزر ، يلا خلصي عيب كده
نهى في استنكار : ايه يا ماما ده ، وده عريس ايه اللى جاى من غير مواعيد ده
مش يقول للناس بدل ما يتطب عليهم كده

الأم : هو إتصل الصبح ببابا وبلغه انه عاوز يقابله النهاردة ضرورى وقابله فى الشغل وبعدين بابا جابه وجه

نهي وقد ارتسمت على وجهها كل علامات الاستفهام

الأم : يلا بقي روحى وبعدين هتفهمى كل حاجه

نهي فى استسلام وهى تقول لحالها يلا هي موته ولا أكتر
وتدخل نهي لتصلي وتبدل ملابسها ثم تصلى ركعتى إستخارة وتدعو الله فيهما أن ينور بصيرتها
ويكتب لها الخير فى أمر هذا العريس المفاجيء
ثم تنتهى من صلاتها ودعائها وتخرج لوالدتها التي كانت قد أعدت واجب الضيافة على أكمل وجه

نهي : ما شاء الله ، هو انتى بتعوضيله الغدا ولا ايه

الأم : يلا يا لمضه ، قولى بسم الله وادخلى

نهي وهى تنظر للأرض : السلام عليكم

الحج كامل وضيفه : وعليكم السلام ورحمة وبركاتة

ورفع الضيف نظره إليها دون أن يشعر بحرج أو يستشعر حراما فى نظراته لها ، فهذه المرة أباح له الله تعالي النظر إليها ورؤية ما يحببها له
وتتجه نهي له وهي حاملة واجب الضيافة ثم ترفع نظرها له فتجده ناظرا اليها
فترتبك نهي للحظات وتهتز بيدها صينية المشروبات
فيلطف هو الجو ويلقي لها سلاما خاصا : ازيك يا آنسه نهي ، عنك..
ويمد لها يده ليحمل عنها صينية المشروبات
فتشكره فى لطف وهى تحدث حالها الشخص ده انا شفته قبل كده
شكله مش غريب عليه ، مين ده ياربي
فينك يا فاطمه كرومبو ، كنتى عرفتيلنا ده مين ده بعبقريتك
لالالالالالا
معقوووووووووول
هووووووووووووووووووو
اه والله هو
ثم تتذكر ذلك الوجه الذي رأته علي الباخرة وقد ملأه الحياء وتتذكر أيضا ذاك الصوت الشجي الذي جعلها تبكي من فرط خشوعه بالقرآن
آآآآآآه ده جارنا فى الباخره
يااااااااااااااااااه
ايه اليوم العجيب ده كل دى مفاجأت
يااااه يارب قد ايه انت كريييم قوى ، اللهم لك الحمد ولك الشكر على كل ما وهبت
ويقطع الحج كامل صمت المكان بكلماته : شوفى يا نهي يا بنتى ،

وتنتبه نهي وهى وسط إرتباكها فهذه المره الأولي التى تكون فيها هكذا ، وهذا أول عريس تشعر معه بكل هذا الإضطراب
ويكمل الحج كامل : الباشمهندس عمر أكيد لسه فاكراه ، اللى اتعرفنا عليه فى الباخرة واحنا رايحين العمرة

نهي فى حرج : آه ، أهلا وسهلا يا باشمهندس

الحج كامل : وهو بصراحة ..

عمر مقاطعا : إسمحلى يا عمي أكمل أنا

الحج كامل مؤكدا : طبعا يا بنى ، اتفضل ،

وهنا لفت نظرها للمره الثانية أنه واثق من أفعاله ، ربما صاحبه بعض القلق ولكنه على قدر المسئوليه التي وضع نفسه فيها

عمر: الصراحه يا آنسه نهي ، عيلتكم لفتت انتباهى من واحنا ع الباخرة وكانت طبعا البداية بالحج كامل اللى ربنا يعلم قد ايه ارتحتله وإعتبرته زى والدى

نهى فى نظرات مرتبكه ما بين الأرض وعمر وقد إحمرت وجنتيها وتمنت لو تخبره أن يسرع فى كلماته حتى تستطيع أن تنصرف من أمامه

عمر مكملا : وطبعا الصورة إكتملت أكتر لما إتعرفت عليكم ، وشفت قد إيه تمسكم بالدين فى وقت يمكن كتير من الأسر بقت بتهتم بأمور الدنيا أكتر
وطبعا الموضوع زاد لما حسيت وشفت تعلقك برسول الله ودموعك اللى نزلت من شوقك ليه
منكرش ان كل ده هزنى وخلانى من جوايا أتمني أكون واحد من عيلتكم وزى ما الحديث بيقول فإظفر بذات الدين تربت يداك
بس برده كان فى جوانب تانيه بجانب الدين واللى بعتبره أول حاجه المفروض الواحد يختار زوجه عليها لانها من الحاجات الأساسيه اللى بتنجح البيوت أو تهدها
بس لأني حد طول الوقت بتعامل مع ناس بطبيعة عملى وبدخل بيوت ناس كتير وبتعرف على أسر وبتكلم معاهم كلهم ويمكن بيبقى بينا عشرة
لكن معاكم كان الاحساس مختلف ، حسيت بإحساس محستوش الا مع امى وأبويا الله يرحمهم حسيت بأمان ودفء غريب وراااحه محستهاش الا مع عيلتي
ومن هنا كانت رؤيتى ان أكيد فى رسالة معينة ربنا بعتهالى
والصراحه أكتر دعيت كتير وانا فى الحرم ولما رجعت فضل الموضوع فى بالي وعملت أكتر من إستخارة وكانوا كلهم بيبشروا بالخير سواء من ناحية الراحة النفسيه أو التيسير أو بعض الرؤي اللى كانت امي فرحانه فيها بيكى
وبعدين توكلت علي الله وسئلت ع الحج كامل وعرفت عنكم تفاصيل اكتر واستئذنت منه انى أجى النهاردة وأطلب إيدك منه
وبالفعل قابلته فى الشركه وحكيتله الحكايه من أولها وبرغبتى انى أكون واحد من عيلتكم ولان الشركه مش المكان المناسب للموضوع فجينا على هنا عشان كمان ناخد رأيك
وأى تفاصيل عني أنا تحت أمرك أسئلى وانا أجاوب
وطبعا زى ما الشرع بيقول خدى وقتك وفكرى وعم كامل يسئل عليه براحته انا سيبتله تفصيل كاملة ببياناتى
وان كان أملى فى ربنا سبحانه وتعالي إنى أنضم لعيلتكم بشكل رسمي وأكون واحد منكم
ولو مفيش نصيب ياريت تعتبرونى برده واحد منكم

نهي وقد أعيتها كلماته ولم تعد تستطيع الكلام

الحج كامل مهدئا من سخونة الجو : إن شاء الله يا عمر يا بنى انت واحد مننا فى كل الأحوال وان شاء الله خير ولا إيه يا نهى

نهي وهى تحاول أن تسرق الكلمات من جوفها : طبعا يا بابا أكيد ، باشمهندس عمر بقي واحد من عيلتنا من يوم ما اتعرفنا عليه علي الباخره وسواء ربنا كتب نصيب او لا هو خلااص واحد مننا
وربنا يكتب كل خير ان شاء الله

أنهي عمر جلسته بعد أن تبادلا أطراف الحديث هو والحج كامل ونهي وام خالد ، وخف التهاب الجو واصبحت درجة الحراة تقارب الطبيعي

ولكن يا تري
نهي هتوافق على عمر ولا لأ ؟؟؟
وده اللى هيكون من نصيبها ولا القدر مخبىء لها أشياء أخري ؟؟؟

ده اللى هنعرفه سويا فى الجزء التانى ان شاء الله
و
دعــــــــوة فـــــــــرح
 
فانتظرونااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

الرسالة ما قبل الأخيرة

بمناسبة السنه الهجرية الجديده
كل عام وانتم الى الله أقرب

 (14 )
وعادت نهي من رحلتها وقد تبدلت ملامحها وتبدل قلبها وإستشعرت أنها امتلكت من الدنيا ما تريد ولم تعد بحاجه للمزيد سوى أن تفي بوعدها للحبيب
وبدأت حياتها من جديد وكانها إستعادت لحظة ميلادها وتناست ذلك المرض الذي ظهر مفاجئا إياها ولم تعد تتذكره وكأن ماء زمزم سري فى جسدها فأزاله منها
وبعد عدة زيارات عائلية للترحيب بعودة المعتمرين ، تستعيد نهي خلوتها مع نفسها بين تلك الجدران التي طالما شعرت بحريتها داخل قيودها ، تجول بنظرها داخل الغرفه وكأنها تراها وترى ما فيها للمرة الأولي وتبدأ رحلة البحث عن سُبل الوفاء بالوعد
ويقع نظرها على ذلك الجهاز الإلكتروني الذي إقتنص من عمرها ساعات طويلة وتتجدد رؤيتها له فتراه بمنظور آخر بعيدا ً عن إستخدامه كآداة للترفيه أو التعليم والتواصل بين الأهل والأصدقاء
فتري وكأنها صعدت على منبر واصتف أمامها الألوف من البشر وطلبوا منها أن تمثل الإسلام
فإرتجف جسدها النحيل من تفكيرها الجديد ثم لم تلبث ان تمالكت زمام الأمور
وذهبت فى ثبات لتشغيل الجهاز وبدء خطبتها
وبدأت رحلتها وهي تجتهد لأن تكون على قدرها
وفـُتح الجهاز لتجد الكثير من الرسائل بالسؤال عنها وهنا تنتبه أن الله حباها بحب الكثيرين والذي يمكنها أن تبدء رحلتها من خلاله
وما لبثت أن أعلنت عن تواجدها للجميع ، وسرعان ما تهافتت عليها صديقاتها

فاطمة فى لهفة : السلااام عليكم ، ياااااااااه ، حمدلله على السلامه

نهى : وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته ، الله يسلمك يا فاطمة ، انتى اخبارك ايه ؟؟ وحشااانى

فاطمة : انتى وحشانى أكتر ، ياااااااااااه قد ايه الواحد مفتقد صحبتك والله يا بنتى بتعملى جو لكل حاجه

نهى : الله يباركلك يا فاطمه ، ربنا يجعلنا على خير ما تظنين

فاطمة : ولنا بالمثل ان شاء الله ، ها بقي يا ستى أحكيلى عملتى ايه بالظبط فى رحلتك من ساعة ما خرجتى لحد ما رجعتى
نهى : الحمد لله ، ربنا يتقبلها منا ان شاء الله ، والله مهما أوصفلك يا فاطمه عن جمال الأيام هناك وحلاوة القرب من الله ومن سيدنا رسول الله مش هلاقى كلمات تعبر عن اللى الواحد استشعره هنااااك ، بجد أجمل أيام حياتى ، ربنا يرزقها للجميع
بس عشان احكيلك تفاصيل الرحله دى بقي عاوزة قاعده حلوة كده وكوبايتين شاى


ولمحت بخاطرها فكرة ظلت تجول بذهنها مما جعلها تغيب عن الوجود لدقائق وكأنها حلقت فى رحاب الحبيب المصطفي

فاطمة : buzze
فاطمة : ايه يا بنتي رحتى فين ؟؟

نهى وقد إستعدت للوفاء بالوعد : أبدا يا فاطمه ، كنت بجهز دى

ثم ترسل لها ولكل الموجودين لديها وقد تذكرت حديث رسول الله "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً يرفعه الله تبارك وتعالى بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم"
ثم ترسل قال ابن القيم : (( فى القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشه لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفه الله ، وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجماع عليه والعزاء إليه )) قبل أن ترسلها إقرأها وافهمها وحاول أن تعمل بها

فاطمة : جزاكى الله خير يا نهى ، جميلة قوى

نهى : جزانا واياكى ، ارسليها لكل اللى عندك ، وحطى فى نيتك انك تبلغى عن الاسلام ولو بالقليل ، وانك ترققي القلوب
فاطمة : فعلا ، تعرفى الواحد ممكن يفوته ثواب كبير قوى بسبب موضوع النية ده
يعنى مثلا حاجه زى دى لو بعتها لكل اللى عندى لمجرد انها وصلتنى وصاحبها طلب انى ابعتها فبعتها وخلاااص من غير ما احط اى نية فى بالى ، ضيعت من إيدي كنز كبير قوى

نهى : طبعا ، مش الحديث بيقول ، انما الأعمال بالنيات وانما لكل إمرىء ما نوى
وفى مقوله تانيه بتقول ما من عمل الا وتسبقه نية
وبعدين الصحابه كمان كانوا تجار نوايا ، ودى التجارة الرابحه لانها تجاره مع الله عز وجل
يعنى احنا فعلا ممكن نعمل أعمال كتير قوى بس بننسي نحط أكتر من نية


ثم عادت لصمتها مره أخري

فاطمة : buzze
فاطمة : روحتى فين تانى ؟؟؟

نهي : روحت لحد باب الرسول صلي الله عليه وسلم
فاطمة : عليه أفضل الصلاة والسلام
فاطمة : ازاى يعنى ؟؟


نهي : بفكر إزاى ممكن نبلغ الإسلام من بعده

فاطمة : .........................................

نهي : ازاى ممكن نعرف بالإسلام وبسيدنا محمد ، إزاى نكون نماذح للمسلمين بجد اللى بيحاولوا يوصلوا صورة طيبه للإسلام ويقوموا بدورهم الحقيقي

فاطمة فى صمت مطبق : ........................

نهي : انتى اللى رحتى فين كده ؟؟
فاطمة : سرحت فى كلامك ، اللى بتقوليه مع انه فى دماغنا لكن زى ما أكون أول مره أسمعه، فعلا عندك حق
محتاجين نكون مسلمين بجد ، محتاجين نفهم الآيه اللى بتقول " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " والعبادة مش اننا بس نصلي ونصوم ونزكى لا العمل كمان عبادة وشوفى لما يبقى عبادة ازاى المفروض تأدية ، الدعوه الى الله عباده وبرده لازم كل واحد فى مكانه يحاول يوصل صورة صح مبقولش كلنا هنبقى شيوخ نحلل ونحرم ، لكن كلنا دعاه الى الله
ربنا يبارك فيكى يا نهى ويجزيكى كل خير ويجعلك نصيب من أقوالك واعمالك


نهى : لنا ولكى ان شاء الله يا فاطمه ، وبعدين مفيش إيد بتسقف لوحدها الصحبه كمان ليها عامل مهم ، ايه رأيك تشاركينى فى الفكره ونكون صحبة خير لبعض فى الدنيا ونعين بعض ع الخير وباذن الله نكون صحبة خير فى الاخره ونكون من أصحاب النبي فى الجنة

فاطمة : اللهم آمين ، طبعا انا معاكى باذن الله

نهى : طيب يلا نفكر بقي نبدأ ازاى ؟؟
فاطمة : بصي انا شاطرة فى الباور بوينت وممكن اعمل بريزنتشنات تكون تعريف بالإسلام وبسيدنا محمد وتكون برده رقائق عشان متكونش تقيله على اللى هيقراها
وكمان ممكن اعمل فيديوهااات بالموفى ميكر بنفس الأفكار وننشرها على مواقع عربية واجنبية


نهي فى إعجاب : طيب ومستنية إيه بس وانتى كل ده جواااكى ، ماشاء الله
فاطمة : فعلا سبحان الله ، الواحد لو فكر كويس هيلاقى مليون حاجه يقدر يخدم بيها دينه ، بس إحنا اللى الدنيا واخدانا وناسيين روحنا
بس أرجع وأقول كل شيء بميعاد والحمد لله انه معاده جه قبل فوات الاوان

نهى : طبعا كل شيء بميعاد ، وكل حاجه ربنا كاتبلها وقت بس احنا برده نجتهد ونسعى منتواكلش انه نصيبنا هيجيلنا واحنا قاعدين مرتاحين ، مهو لازم نسعي الأول
يعنى مثلا لو قلتى لحد ملتزم شوية نفسك فى ايه يقولك أدخل الجنه
ليه ميبقاش نفسنا نبقى فى الفردوس الأعلي
ليه منسعاش اننا نكون فى أعلى مرتبه فى الجنه
ليه منبقاش زى الصحابه اللى كانوا بيجاهدوا فى سبيل الله وبيقوموا الليل وبيصوموا وبيحفظوا القرآن وبيحفظوا أقوال الرسول كانوا بيعملوا كل حاجه ومكنوش بيملوا بالعكس كان عندهم الأنس بالله اجمل شىء فى الوجود


فاطمة : عندك حق يا نهى ، ربنا يبارك فيكى بجد والله
نهى : ربنا يبارك فينا جميعا ، احنا شباب المسلمين اللى المفروض الأمل فينا ، والأمه دى مش هتنهض الا لو احنا تعبنا شوية
نرجع لموضوعنا ، من ناحيتى انا الحمد لله بعرف أكتب شويه على قدى ، شوفى أفكار الكليبات اللى هتعمليها وانا أحطلك فيها كلام يجذب إنتباه اللى بيتفرج عليها وكمان عاوزين نستعين بحد يترجم الكلام لأكتر من لغة إيه رأيك ؟؟


فاطمة : فكره روعه طبعا عشان اللى مبيعرفش عربي يوصله برده المعنى

نهى : طيب تفتكرى مين يساعدنا فى الفكره دى ؟؟؟

فاطمة وهي تداعب ذاكرتها : مين يا طمطم ؟؟ مين ؟؟ مين ؟؟ ثم تصرخ منادية : وجدتهااااااااااااااااااااا

نهي : ******ه ، فكرتينى بعمك ارشميدس لما صرخ زيك كده ، بس عقبالك تكونى زيه ووجدتيها بجد

فاطمة : ماشي يا لِمضة
فاطمة : فاكرة إيمان اللى كانت معانا فى المدرسة وبعدين اتجوزت وسافرت مع جوزها

نهى : اه بيتهيئلى سافرت فرنسا

فاطمة : اه هى اول ما سافرت كانت عايشة فى باريس بس دلوقتى عايشة في انجلترا عقبال عندك بقي متجوزة دبلوماسي يبقى كده ضمنا لغتين ولو صبرنا عليها كمان شويه مش بعيد يبقى معانا عشر لغات

نهى : انا برده اللى لمضة .. *********

نهى : طيب وهنوصلها ازاى ؟؟؟؟

فاطمة : عيب ، اختك اخدت أرقامها وايميلاتها وبنتكلم من وقت للتانى ، وكنا مره اتكلمنا عن المسلمين اللى فى الخارج وازاى بتقابلهم صعوبات ومدايقات وخصوصا لو فتاة ومحجبه وكمان تقدر تساعدنا فى النشر على مواقع اجنبية

نهي : ما شاء الله ، طيب كويس جدا ، على بركة الله ، كده هنحتاج كمان حاجه أخيرة

فاطمة : خير يا نهى
نهي : للإحتياط حد يكون متخصص فى الدين عشان مننقلش اى معلومه غلط وبدل ما ناخد ثواب ناخد إثم

فاطمة : بسيطه ان شاء الله ، ولو انى شايفه انها ملهاش لزوم قوى احنا بنبحث قبل أى عمل ومعرفتنا بدينا كفيله اننا نخرج حاجات موثوق منها بس عموما احنا ممكن نعرض الموضوع على واحدة من الداعيات الكبار وتشاركنا بانها تقرا بس الموضوع وتشوف اذا كان فيه أى أخطاء ولا لأ كان فى واحده معانا بتقول انها معاها نمرة دكتورة عبلة ممكن ناخد الرقم ونسألها ولو وافقت على بركة الله

نهي : خلااص كده تمام على بركة الله ،نقوم نصلى ركعتين لله بنية شكر الله على ما وفقنا له وكمان انه يصلح نوايانا فى العمل ويتقبله منا

فاطمة : يلا بينا ، الله المستعاان

************

وبعد عدة أيام من البحث والعمل المتواصل

فاطمة : السلام عليكم يا نهي

نهى : عليكم السلااام يا جميل
ها إيه الأخبار عندك ؟؟

فاطمة : بصي يا ستى ، فى فكرتين تقريبا اكتملوا فى دماااغي

نهى : يا مسهل ، قولى كده ونقاشهم سوا

فاطمة : أول فكرة ، جتلى لما لاقيت فى غرب كتيير مش واصلهم فكر صحيح عن المسلمين ، ومتخيلين اننا راكبين جمال وماسكين فى ايدينا رشاشات ومدافع

نهى : للأسف فعلا الفكره دى صحيحه ، فى غرب كتير ميعرفوش اى شىء عننا وبيصدقوا اللى بتنقله وسائل الإعلام الغير شريفه عننا
فاطمة : طيب يبقى الفكره كده جت فى الصميم ، مهمتنا بقي هى اننا نبحث عن أكتر مكان بيتواجد عليه شباب غربي
ونعمل احنا عرض تعريفى بينا ويكون بأبسط الوسائل
نقولهم فيه احنا مين ؟؟ ومين هو محمد ؟؟ وليه كل المظاهرات اللى حصلت لما تمت الاساءة للرسول
من الآخر نكلم الآخر بلغته عشان يقدر يفهمنا
لازم ميحسوش انهم أعدائنا لانهم بالفعل مش كده ، هما ناس يمكن لو وصلهم الدين صح يسلموا


نهي : .................................

فاطمة : انتى لسه هنا ولا نمتى ؟؟؟

نهى : .....................................

فاطمة : buzze

وأفاقت نهي هنا على الضجيج الذى ارسلته فاطمة وأجابت

نهى : لا هنا معاكى اهو
وجالى شويه كلمات تعريفية استنى أما أبعتهملك
First , I want to say
Al- salam alikom ,wa rahmat alla ,wa prakato
This is the frist word which we say when we see or talk to anyone
And it mean , peace on you and God's mercy and blessings
Peace is what we want in our life , countries , and thinking
And our Islam appeals by.
Then . I ask you to give us afew minutes to talk with you
We are A group of young Muslims , Who do not have the talent to speak
But , we want to talk with you about us ,about our Islam , not to chang your doctrin , but to give you the right image about our Islam
To open your eyes how our Islam The religion of tolerance and peace and justice
And not a religion of terrorism and murder
We can't deny that We have some people with radical Islamic ideology like many people in diffrent country
Sure , you have the same
Learn not to rule on a religion through a variety of people wrong



نهي : مش عارفه دى كلمات كده جت فى دمااغي أول ما قلتى الفكره
بس مش عارفه بقي الاسبلنج صح ولا لأ هنحتاج بقي إيمان تتأكدلنا من الكلام ولو عندها جديد تضيفه


فاطمة : ايمان مين بقي ، ده انتى طغيتى ، ماشاء الله وكمان بعتاه انجليزى

نهي : على قدى ، بس فعلا ايمان لازم تتأكد من تركيب الجمل والكلمات صح ولا لأ

فاطمة : ان شاء الله أبعتهولها فى ايميل عشان نبتدى الشغل بقي

نهي : طيب ده بالنسبه للفكرة الأولى ، ها ايه الفكرة التانية ؟؟

فاطمة : دى بقي خاصه بولاد بلدنا

نهي : بمعنى
فاطمة : دى هتبقى موجهه للمسلمين اللى مبيربطهمش بالاسلام الا مجرد خانة الديانه
يعنى هنعمل زى حملات توعويه كده من وقت للتانى وتكون من خلال
اول حاجه الفيس بوك والمنتديات لانهم بقوا أكبر مصدر جذب للشباب والبنات وفيها نحاول نعمل مواضيع بشكل مبسط كده عن تعرف ايه عن دينك مثلا ؟؟
إزاى تنصر دينك ؟؟ ، هتقول ايه لرسولك ؟؟ كده يعنى
وندى فرصه للحوار وده هيفتح مجال للنقاشات اللى ممكن تظهر لكل واحد نفسه علي إيه
وبرده زى ما إدينا مجال للنقاش نعمل مواضيع جاهزة نكون احنا اللى محضرينها وضامنين انها صحيحه من الألف للياء زى ما بيقولوا عشان مناخدش أى إثم لأى نقل خاطيء
وبرده من وقت للتانى نعمل زى فلايرز كده بشكل يكون جاذب للنظر يكون فيها أخلاقيات مسلم ودى نحط فيها أخلاقيات المسلم الصحيحه إقتداءا برسول الله
وبرده نوضح فيها أساسيات الدين اللى المفروض أى مسلم يكون عارفها
وكمان نعرف بأهم الصحابه اللى اتذكروا وقصصهم اللى فيها عبر وحاجات من هذا القبيل
ودى طبعا تتوزع فى المولات الكبيرة والكافيهات والأماكن اللى فيها شباب من النوعية دى

نهي : ما شاء الله يا فاطمه ، الفكرتين شملوا الجانبين جانب التبليغ وجانب التعريف
بس تفتكرى الشباب اللى من النوعيه اللى قلتى عليها هيهتم يقرا مواضيع دينية


فاطمة : بصي إحنا وشطارتنا فى اسلوب العرض وكمان لو واحد بس قراها وحس انه انتفع بيها هيبقى فى ميزان حسناتنا احنا نعمل اللى عليناوالباقي لله سبحانه وتعالى

نهي : ونعم بالله هو خير معين

فاطمه : وكمان عاوزين متطوعين ينضموا معانا وممكن نعمل بده جروب ونتناقش فى الأفكارونعمل زى خطة عمل ونمشي بأهداف يعنى نوسع الدايرة أكتروناخد حسنات اللى هينضموا معانا وفى نفس الوقت نعمل شيء يخدم الإسلام

نهي : عل بركة الله ، ما شاء الله الأفكار بدأت تغزو اهي

فاطمه : كله بعد تيسير ربنا بفضلك ، انتى اللى فتحتى الباب وقلتي تعالوا ادخلوا
نهي : لا يا حبيبتى انتى الخير كان موجود فيكى أصلا ولما ربنا أذن خرج منك
ربنا يعينا واياكى عليه ويستخدمنا دايما فى طاعته


فاطمة : اللهم آمين

وانهمكت نهي فى مشروعاتها الجديدة وظلت تطرق الأبواب بحثا عن طرق الوفاء بالوعد وفتحت الشات من جديد لتري تطور الأحداث مع فاطمة

نهى : السلام عليكم
فاطمه وكانها وجدت ضالتها بعد طول إنتظار : وعليكم السلاااااااااااام ورحمة الله وبركاته
فاطمة : انتى فين يا بنتى ؟؟؟


نهى : خير يا فاطمه ، فى ايه ؟؟ فى جديد؟؟

فاطمة :طبعا فيه جديد وخير كبير ما شاء الله ، بس سيبك من الجديد دلوقتى ، بقالى كام يوم بحاول أتصل عليكى تليفونك مقفول ومكنتيش بتدخلى ع الشات ، خير فى حاجه؟؟

نهى فى تعجب وكأنها تذكرت شىء ضاع مع الماضي : تليفونى ؟؟؟؟؟؟

فاطمة : أه تليفونك ولا انتى غيرتى الرقم ومقولتليش ؟؟

نهى : لا مغيرتوش ولا حاجه ، بس تصدقى انا نسيت تليفونى ده خالص

فاطمه : اللى واخد عقلك يا ستى

نهى : تصدقى انى مفتكرتوش الا لما انتى قلتى عليه دلوقتى ده تقريبا من قبل ما أسافر وانا نسيته خالص لانى هناك كنت شغاله بخط سعودى

فاطمة : معقوله ، ولاحتي حد من البيت فكرك بيه ولا اتصل عليكى ؟؟

نهى : لا مانا فى اجازه ، وخالد ومروة كل يوم بيكلمونى ع البيت أوفر يعنى

فاطمة : طيب واصحابك الغلابا دول مش تراعى مشاعرهم وتفتحى التليفون إفرضي واحده منهم مش عارفه رقم البيت
نهى : استنى بقي لما أجيبه وافتحه ونشووووووووووف مين اللى سئل

فاطمه : لا من ناحية اللى سئل فحبايبك كتير يا ستى ربنا يكترهم اكتر واكتر ويهدي ابن الحلال اللى هيجي على كل دول وياخدك منهم

نهى : الله يباركلك يا فاطمه ويجعلنى على خير ما تظنين يا حبيبتى

فاطمه وهي تضحك : نحن واياااكى ، يلا بقي افتحى الخط عشان اكلمك وأقولك على كنت عاوزة أقوله

نهى : ادينى بغير الشرايح اهو

وفور تغيريها للشريحه وجدت رقما غير مسجل يتصل بها
نهى : انتى بتتصلى بجد ولا ايه يا فاطمه ******ه
وبعدين ايه الرقم الغريب ده


فاطمة : مش بقولك حبايبك كتير ، سيدى يا سيدى أول ما فتحتى الخط ، ده ايه ده كان مستنى ع الباب .. روحى روحى لايكون المأسوف علي شبابه

نهى : بس يا لمضه ، هشوف مين وأرجعلك

فاطمة : طيب متنسيش تسلميلى عليه قصدى عليه هااااااااا حطينا ألف التانيث اهو عشان بس منتحدفش بطوبه ولا حاجه

نهى : طيب يا لمضه ثوانى ورجعالك ان شاء الرحمن
يا تري مين اللى بيتصل بنهي ؟؟
ويا تري المكالمه دى هتعمل تغيير فى الأحداث ؟؟
ويا ترى المكالمه دى شايله لنهي أخبار وحشة ؟؟ ولا حلوة ؟؟

عشان تعرفوا كل ده تابعونا والحلقه الاخيرة

إنتظروووووووووووووناااااااااااااااا

والحلقـــــــــــة الأخيرة


*************************

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

الرسالة الثالثة عشر < ما قبل قبل الاخيرة >

 
وبدأت الرحله الثانيه بأرض الحجاز ، لتحملهم من جديد لرحله أخرى ، رحله حملوها بداخلهم أعواما تفوق أعمارهم ، وكلٌ منهم يفكر كيف سيكون لقاءه مع الحبيب، ماذا سيحكى له ، كيف سيبلغه انه عرفه واشتاق له كما اشتاق هو لنا من قبل وأسكب العبرات شوقا للقاءنا
وعاش كلٌ منهم فى عالمه وكانه انفصل عمن حوله ،وأصبح الاتوبيس يمتليء بالوجوه الحالمة فصار كل منهم يجهز الكلمات ، ويفتش بذاكرته فى ماضيه علـّه يجد ما يرويه أمام الرسول ( صلي الله عليه وسلم )
وهنا ، كانت نهي هي الاخرى قد عاشت فى عالمها الخاص ، فأصبحت تبحث مع الباحثين ولكنها كانت تبحث بمكان آخر فكانت تـُذكِر نفسها كم تعب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لنشر هذا الدين الذى ننعم فيه نحن دون أدنى إكتراث بمشقه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والصحابه والتابعين
فصارت تدور بذاكرتها ، فتذكرت كيف بدا الدين ضعيفا ً ، ثم انتشر وقوى بالرسول( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابة ، ثم اصبح ضعيفا بنا مره أخرى الآن وتذكرت ذلك الحديث الذي يحمل بين كلماته هذا المعنى "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء" وصارت تردد اللهم أعز الإسلام بنا كما أعززتنا به
ثم أطبقت جفنيها وأطلقت العنان لمخيلتها لتصور لها ما حدث وكأنها تحيا فى زمنهم فها هو غار حراء الذي كان فيه التقاء الأرض بالسماء وفي ليلة غاب عنها نور القمر وها هي لحظة الميلاد للدين الجديد ، وها هو جبريل بصورته الملائكية يتنزل على الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) ويحتضنه بقوه حتي يبلغ منه الجهد فيتركه ويقول له إقرأ فيرد الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) وقد تملكته الرجفة والعرق ما أنا بقاريء ..فيعاود من جديد ضمه بقوة حتى يبلغ منه الجهد ويعاود الأمر فيقول إقرأ فيقول ماا أنااا بقاريء ثم يعاوده الثالثه فيتساءل الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) فى حيرة من أمره ماذاااا أقرأ ؟؟؟
فيرد جبريل: إقرأ بإسم ربك الذى خلق ، خلق الانسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الانسان مالم يعلم.. ثم يختفى جبريل
ويرتعد الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) من هول ما رآي وينزل من غاره الي زوجته وهو يتصبب عرقا ً .. ويصرخ مناديا اياها وهو يرتجف فؤاده " زملونى .. زملونى "
وتستقبله هى بقلبها الحاني وصدرها الرحب ، وتسأله فى رفق عما حدث له ، وما أن روى لها ما حدث حتى انطلقت كلماتها فى قوة وهى نفسها لا تعرف تفسير ما حدث ولكن بيقينها فى الله سبحانه وتعالي تقول بقلب ثابت : كلا والله لن يضيعك الله أبدا ً فإنك تصل الرحم وتحمل الكل ّ وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق .. فكيف يضيعك
فنزلت كلماتها عليه وصاحبتها السكينة فإطمئن وهدأ
ولم تكتفي بنثر كلماتها الحانية التي هدأت من روعه ، ولكنها وكما كانت دائما نعم الزوجه أكملت الطريق و اصطحبته الي ابن عمها ورقة بن نوفل الذى تجاوز الثمانين من عمره وامتلك من العلم والحكمه ما يجعله خير من يفسر لهم ما حدث فينصت لهم ورقه وقد تنقلت ملامح وجهه بين الابتسام والانبهار
و بعد ان انتهى الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) من سرد حكايته إختصر له ورقه بن نوفل حياته القادمه فى كلمات قويه وموجزه
فقال : والذي نفسي بيده انك لنبي هذه الأمه ، انك لنبي آخر الزمان
ولقد جاءك الناموس الذى جاء لموسي
وان قومك سيكذبونك ويؤذونك ويخرجونك ويقاتلونك
ليتنى أكون فيها جذعا ً اذ يخرجك قومك
فقال الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) متسائلا ً: أومخرجيَّ هم ؟؟؟
فرد ورقة : نعم ، ما من رجل آتي بمثل ما آتيت به الا عودىَّ ، وان يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا
وهناااااا ... تنسكب عبرات نهي وهي تستشعر مشاعر الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) حينما استمع الي تلك الكلمات القويه التي أوجزت فى لحظات 23 عاما سيقضيهم الحبيب فى تبليغ الرساله
واستشعرت صعوبة أن يشعر أن قومه الذين أحبهم ولم يؤذهم يوما سيكذبونه ويخرجونه من أرضه ويقاتلونه
فكيف استقبل الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) تلك الكلمات فى هذه اللحظه
كيف كانت مشاعره ؟؟ كيف كان يفكر ؟؟ ما الذى دار بذهنه حينما سمع هذا الكلام؟؟
كيف تخيل حجم المسئوليه التي إختاره الله تعالي لها ؟؟ وما استشعر بعدها؟؟
ووسط كل تساؤلاتها عن مشاعره حينها تنادى في شوق ٍ جارف ودموعها قد بللت وجنتيها فزادتها بريقا ً : يا حبيبي يا رسول الله ، والله انا نشهد بأنك قد بلغت الرساله وأديت الامانة وانا نحن من ضيعها من بعدك
وهنا تنتبه الأم لهمهمة نهي التي لم تكن مفهومة وتعتقد بأنه الحنين لرسول الله الذي أسكب عبراتها من جديد
فتقول فى حنان وقد إحتوت نهي بذراعها : خلااص يا نهى ، هانت يا حبيبتى ، قربنا نوصل وهتزوري النبي وتشوفي مسجده وتصلى فى الروضه ان شاء الله
نهى وقد زادت فى نحيبها وهى تتساءل :
هنقوله ايه يا ماما ، هنقوله ضيعنا الدين من بعدك
هنقوله بقينا مشتتين وضايعين لانك مش وسطنا ،
هنقولة قسمنا الدين وبقينا أحزاب وطوائف اللى شيعه واللي سني وغيرهم وكل مجموعه بتحارب التانية
هنقوله الاسلام بقى عند كتيير مننا مجرد خانه فى بطاقه ولا شهادة ميلاد
هنقوله ضيعنا تعب السنين وبقينا مجرد مسلمين بالوراثه
هنقوله ايه لما يسألنا عملنا ايه للمسجد الأقصي وهو بينتهك قدامنا ، هنقوله نزلنا من عنينا شوية دموع وخلصت الحكايه على كده
هنقوله ايه واحنا حتى مقدرناش ندافع عنه لما الصحفى الدنماركى نشر عنه صور مسيئة وكان كل اللى عملناه اتفاعلنا شويه وبكينا شويه وخلاااص وبقى الموضوع دلوقتى عادى كل يوم حد يألف فيلم مسىء للإسلام ، ولا صوره جديده للإساءه للحجاب والمسلمين ، ولادم المسلمات اللى بيهدر من غير ما تتهزلنا شعره شوفى لما مروة الشربينى ماتت الدول بتاعتنا عملت ايه ، بقي كل اللى بنملكه شويه دموع بنطلعهم فى كل مناسبه وبنعيش وننسي كأن شيئا لم يكن وهو كان بيبكى من شوقه لينا ، يا تري نستاهل شوقه ده ودموعه الغاليه دى
هنقول ايه يا ماما ، هنقول ايه ؟؟؟؟؟


ثم تضع وجهها بين كفيها وكأنها تريد أن تختبيء بهم من مواجهته

وتلجم كلماتها لسان الأم وهى تقول لحالها صدقتى يا بنتى ولكنها بدورها تحاول أن تهدىء نهي فتقول وهى تربت على كتف ابنتها وقد امتلئت كلماتها بالثبات:
هنقوله احنا ناس من اللى تبعوك سمعنا عنك وصدقنا رسالتك وآمنا بيك ، وبنحاول على قدر ما نقدر ننصر الإسلام
هنقوله احنا فى زمن كثرت علينا فيه الفتن والقابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، بس بنحاول نعمل حاجه نقابلك بيها عند الحوض
هنقوله سامحنا يا رسول الله يمكن مفيش حد فينا زى عمر بن الخطاب ولا أبو بكر الصديق ولا صلاح الدين الأيوبي ، بس بنحاول نمشي على نهجك ونطبق سننك ونربي ولادنا كويس يمكن يطلع حد منهم زيهم وينصر الدين
هنقوله اشتقنالك يا رسول الله زى ما اشتقت لنا وبكينا لفراقك زى ما بكيت على فراقنا وهنعز الاسلام بينا وبولادنا وهنحاول نبلغ الرسالة ونكون مثال طيب للإسلام لانك كنت خير مثال

ثم تكمل :
فى أمل فى الأمة طول ما فيها شباب زيك يا نهى خايف ع الدين ونفسه يعمل حاجه كويسه
فى أمل يتصلح حالها وحتى لو هنصبر شويه بس الأمل موجود وبيقينك فى الله وباتباعك لسنة حبيبك نقدر ننصر الاسلام ونعزه بينا
قوليله انك هتحاولى ، ومش هتيأسي انك تبلغى من بعده ، وانك هتشيلى الامانة ، وانك هتقابليه عند الحوض وتحكيله عملتى ايه


وهناااا ... تنزل كلمات الأم على نهي وكأنها المفتاح السحري الذى أضاء بداخلها نورا ً جديدا ً زادها حماس لتلك الزيارة
ثم تعود فتتمالك نفسها من جديد وتدور بين الدروب وتتنقل بين الأحداث وكأنها تقلب فى يديها السنوات بضغطة زر
وترتسم على وجهها الباكى ابتسامة رضا وهى تري الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) يهدهد مشاعر أصحابه الذين تأثروا عندما سمعوا إساءة المشركين له ووصفه بالمذمم وهم يتغنون : مذمما أبينا ودينه عصينا وأمره قلينا
فيقول لهم فى سكينة وبوجه إعتراه الرضا : انهم يشتمون مذمما ً وانا محمدا ً
ثم يتطور الايذاء من مجرد الكلمات اللاذعه لأفعال سيئة فترى الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وهو ساجد يصلى ويأتى عقبه بن معيط فيضع على ظهره القاذورات وتبكى فاطمه وهي لا تتحمل ايذاء أبيها
ومحاولات قتله وايذاءه هو والصحابه بكل السبل ، فترى شِعب بني طالب الذى كان من أهدافه إما ان يكفر المسلمين ويعودوا لدين أبائهم أو يسلموا محمدا لقريش ليقتلوه والذي تم فيه محاصرة المسلمين ثلاث سنوات دون اكل او شرب وقد أصبحوا يأكلوا أوراق الأشجار حتى تقيحت شفاهم ، بعد أن رفضت قريش البيع لهم أو الشراء منهم وبينهم الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) ولم يعد يأكل الا ما يواريه بلال تحت إبطه ولم يشتكى منهم أحدا وتحملوا هم وأطفالهم الصغار وثبتوا بجوار الحبيب وتصديق الرساله ، وكان من بينهم أبو طالب والسيده خديجة اللذان رفضا أن يعيشا بعيدا عن إخوانهم رغم كبر سنهم والذى لم يساعدهم فى تحمل مشقة ما حدث فى الشعب فتوفيا بعد انتهاءه بفتره وجيزة

واستمرت نهي غارقه فى جولاتها بين الدروب .. حتى انهي الأتوبيس رحلته معهم
وشرع الجميع بالنزول وقلوبهم ترتجف ، وما أن رأى أهل المدينه الزوار الجدد
حتى بدأوا بالترحيب بهم بتلك الوجوه النورانية التى تحمل نفحات الحبيب المصطفي( صلي الله عليه وسلم )
وهواء طيبة العليل الذي سرى فى الأجساد فأكسبها رجفة اللقاء
وكالمعتاد ، ألقي الزائرون بأمتعتهم وواصلوا المسير نحو المسجد النبوى ، واصطحب الحج كامل اسرته إلي الباب المخصص للنساء وانصرف وكانت نهي تهرول فى مشيها

الأم : ايه يا نهى بتجرى كده ليه ؟؟ بالراحه يا بنتى ميصحش كده احنا هنجرى ولا ايه
نهي وكأنها فى عالم آخر وحمل وجهها معاني خوف وامل امتزجا سويا : معلش يا ماما أصلى عرفت من واحده صاحبتى ان فى معاد محدد للنساء لزيارة الحبيب،وخايفه منلحقش الزياره النهارده ،انا مش هقدر استحمل استنى لبكره
الأم فى إشفاق على ابنتها ورغبه فى اللقاء هى الأخري : ان شاء الله نلحق الزيارة النهارده ، قولي معايا .. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلا
نهي تردد خلفها فى يقين وأمل ، وتظل تردد وتدعو حتى إقتربا فأغمضت عيناها وكأنها تخشي من مواجهة الأمر
وهنااا ، كانت الأحداث تتصارع بداخلها وكأن تلك الدقائق القليلة هي ملخص لسنوات عديدة
حتى وصلا إلي الباب المخصص للنساء ووجدت نساااء وقفن ينظمن الدخول وقد حملت وجوههم ملامح الحبيب ورائحته وتمنت من داخلها لو كانت واحده منهن فما أسعدهم قدرا ً وهم يقضون أيامهم وقد رزقوا جوار الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) فى الدنيا ، فاللهم ارزقنا جواره فى الآخره
ودخلت نهي ووالدتها وحولهم العديد من النساء اللاتي تهافتت كل واحده منهن وأسرعت علّها تكون فى الصفوف الأولى وتقضي أطول وقت على عكس نهي التي إمتلئت حركاتها بالسكينه والهدوء وكأنها تريد أن تطير حتى لا يُسمع لقدمها دبيب فتزعج به الحبيب
وبعد أن فرغت من دعاء المسجد نظرت حولها لتجد تلك البقعه الحمراء التى إمتددت على مدى بصرها وصارت تبحث عن شيء ما وهى تتذكر قول الحبيب " ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة " ونظرها مثبت على ذلك اللون الأحمر
وظلت تنظر الي السجاد بين قدميها وقلبها ينتفض بين جنبيها وهى تتساءل متى أضع قدمى على أول الروضة
وظلت تسير وكأنها تسير مسافة أعوام حتى إخضرت السجادة تحت قدميها فانتفضت قائله لوالدتها : ياااااااااااااه أخيرا يا ماما بقينا فى الروضة ، بقينا قريبين قوى منه ، يااااااه ، قد ايه صحبته نعمة عظيمه ، اللهم ارزقنا صحبته فى الآخرة

الأم : اللهم آميييين ، طيب تعالي نصلي بقي ركعتين تحية المسجد وركعتين لله وبعدين نسلم عليه

ووسط هذا الزحام وعدم وجود مكان لقدم الا أنهما إستطاعتا أن تجدا مكان لتصليا فيه
وجاااااءت لحظة السلاااام عليه وبرغم وجود هذا الجدار الذى وضع بين قبره وبين النساء الا أن نهى استشعرت وقوفها أمامه وهى تري منبره وقالت متناسيه جميع من حولها :
السلااام عليك يا حبيبي يا رسول الله ، جزاك الله عنا خير ما جازى به نبي عن امته
السلااام عليك يا أبا بكر ، يا خير صاحب
السلااام عليك يا عمر بن الخطاب
ثم تسترسل فى كلماتها مع الحبيب : السلااام عليك يا رسول الله ، السلااام عليك يا حبيب الله ، السلااام عليك يا من اشتاق القلب والعين لرؤياك
انا نهي آمه من إماء الله ، وواحده من أخوانك اللى انت بكيت من شوقك ليهم ، يا تري لو كنت بينا النهارده وشفت حال الأمه وصل لفين من بعدك كنت هتبكى علينا ، كنا هنستاهل دموعك الغاليه دى واحنا بنضيع الامانه اللى أمنتهالنا ، خايفه قوى يا رسول الله يوم ما نقابلك تدير وشك عنا وتقولنا بعداً بعداً سحقاً سحقاً ، بدعى ربنا كل يوم يرزقنا صحبتك فى الجنه ، احنا حرمنا منها فى الدنيا ، وقد ايه كانت صعبه علينا واحنا بنقرا فى سيرتك وبنقرا عن أصحابك وعن المشقه اللى تحملتوها عننا وازاى كانوا بيبقوا مبسوطين بالشهاده بعدك لانهم هيقابلوك زى ما قال سيدنا بلال غدا ألقى الأحبه محمدا وصحبه ، ياااااااه يا رسول الله ، قد ايه مشتاقين لرؤيتك وصحبتك ، مشتاقين نشرب من ايدك شربه هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا ، مشتاقين نشوف امهاتنا اللى سمعنا عنهم وقريينا حكايتهم
مشتاقييين قوى يا رسول الله
الدنيا بقيت صعبه قوى ، وكل يوم بتتكابل علينا الأمم زى ما قلت فى حديثك ، كل يوم بنهون قوى على نفسنا وبنضيع حته من دينا ، بقينا متهاونين ومتساهلين فى أمور كتير ، شباب كتيير عاوز يصلح بس يمكن مش عارف الطريق، وشباب تانين تايهين فى الدنيا لا يعرفوا حاجه عن الدين ولا عن أبسط أموره ، إدعيلنا يا رسول الله نفوق من غفلتنا ومن سباتنا ، إدعيلنا اننا نكون قد الامانه ، ادعيلنا نجيلك واحنا رافعين رايه الإسلام ، ادعيلنا نجيلك ونقولك احنا اللى حررنا القدس ، ادعيلنا يا رسول الله ربنا يوحد صفوفنا من جديد ويوحد كلمتنا ويقوى جنودنا
صحبتك غاليه وجوارك فى الجنه غالي ولازم نتعب عشان نوصله ، أوعدك يا رسول الله إني أبدا بنفسي أصلحها واقومها واحاول أطبق نهجك وسننك فى جميع الأمور وأكون قدوة طيبة لغيرى ، هحاول يا رسول الله وهقدر ان شاء الله طالما الغاية هتكون صحبتك فى الجنة يبقى اى شي يهون


وتنهى كلماتها بالتوجه الي الله تعالى : اللهم أرزقنا شفاعة المصطفي وصحبته وجواره فى الجنه ، اللهم أرض عنا وارضه عنا برضاك علينا يا أرحم الراحمين
ثم تسلم على الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) وعلى أصحابه وتتذكر أثناء انصرافها السيده عائشه رضي الله حينما أرسل لها عمر طالبا أن يدفن بجوار صاحبيه ( زوجها وأبيها ) وقد دفنا فى حجرتها وتؤثره على نفسها وتوافق على طلبه وليس هذا فقط فتحكى انها ما دخلت غرفتها بعد ذلك الا وقد شدت ثيابها عليها حياءا من عمر وهو تحت التراب ، ودفنت هى بعد ذلك بالبقيع ، بجوار امهات المؤمنين والصحابة
فرضي الله عنها وعنهم ورزقنا صحبتهم وصحبة الحبيب
وتنقضي أيام المدينه ما بين المسجد النبوي والصلاه فيه وبين التجول بالمدينه لرؤية الأماكن التي شهدت خضام المعارك وإرتوى ترابها بأجساد الصحابة كمقبرة شهداء أحد والذي كان منهم سيدنا حمزة وحنظلة الذي عُرف بغسيل الملائكة وغيرهم ، ومسجد قباء الذي شارك فى بنائه الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابه وكان أول مسجد بعد هجرته

يا تري نهي هتعمل إيه لما ترجع ؟؟
وهتقدر توفي بالوعد ولا القدر لن يمهلها ؟؟