الخميس، 28 أكتوبر 2010

الرســالة الثامنة


(8)



وفى الغرفة المجاورة ، أخذت نهي بمفكرتها التي حرصت على إحضارها معها لتدون بها ذكريات تلك الرحلة التي طالما طاقت اليها نفسها ، ولانها ربما تكون الذكري التي تتركها بعدها ، والتي ربما تهون على والديها عندما يستشعراان كم كانت تعني لها تلك الرحلة ، وكم كانت سعادتها بها ، وكم يسر الله بتوقيتها ، فلن تكون أحوج لها من تلك الأياام


وبدأت نهي بسطر أولى كلمااااتها :


وقد كتبت فى اولى صفحات مفكرتها



السلااام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته



ذكريات أجمــــل أيااام حياااتي



***


ثم اتبعت :



كم تمنيت دوما أن أحافظ على تدوين يومياتي ، كم كنت أعشق إحتضان القلم بين أصابعي وجعله يفيض بمشاااعري المتناثره على تلك الورقات


ولكن .. كنت دوما أُضيعه ، فلا أحافظ علي صداقته الدائمه


كنت اشعر أني أُعذبه معي بنثر آلالامي ، فأشفق عليه مني


ولكنه كان دائما عونا لي ، فكلما وددت التقرب إليه أعانني من جديد


وكنت كل مره أمسك فيها بقلمي ، اشعر بحنينه إليّ ، وأنينه علي ّ


ولكنى اليوم ، سأحتضنه وكلى فرحه ، سأنثُر به كلماااات طال إنتظارى لها


وزاد حنيني إليها


سأشركه معي اليوم فى أجمل أياام عمري


نعم ، فلطالما كان رفيقى وصديقي وقت الضيق ، واليوم سيكون أعز أصدقائي فى لحظات شوقي وحنيني ، فى لحظااات أسأل الله أن يَمُنّ بها على كل مسلم


سأكتب ولعلها تكون كتابتي الاخيرة ، ويكون آخر لقاءاتى مع هذا الصديق الوفي ، ولعلها تكون لحظة عرفان له بالجميل


فأسْطـــر يا قلمي كما شئت ، وإعلم انك كنت دوما لي نعم الصديق


***


مذكرات اليوم الاول : أكتب الآن وأنا على متن بااخرة ، ستحملنا عما قريب الى الأراضي المقدسه


واخيرا ً ، سألقي الحبيب وصحبه ، سأتنسم الهواء الذي حمل ثرااهم


و سأخطو بقدمى فوق تلك الأرض التي حملت مع الحبيب الرساله إلي البشرية ، وشهدت غزوات ومعارك وارتوت بدماء أطهر الشهداء ،

سأطوف بالبيت الحراام ، وأناجي ربي فى أطهربقاع الارض


آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه


لقااااااااااء ، إنتظرته كثيرا ً ، حتى ما عدت أطيق إنتظاري


كم هى صعبة تلك الدقائق والساعات القادمه ، فكلما مرت دقيقه شعرت بأنها دهرُ كامل يمر ، وأصبحت الافكار تتزاحم فى رأسي


فماذا سأفعل عند أول لقاء ؟؟؟


هل سأدعى لكل من سئلنى الدعاء ؟؟


هل ساتذكرهم ، أم سانسي حتي إسمي من رهبة اللقاء ؟؟


هل سأبكى من فرط شوقى ؟؟


هل سأجد كل كلمات الشوق التي إختزنتها أعواما طويله تخرج مني
وتعبر عن مدي شوقي وحنيني ؟؟


هل سأجد ما اقوله أم سينعقد لسااني من قلة زاادى ؟؟


لا أعــــلم ما سيحدث


ولكن كل ما اعلمه جيدا انها مِنّه من ربي سبحانه وتعالي عليّ


فلأحاول قدر إستطاعتى أن اشكر ربي على مِنـَّته هذه



فاللهم أعني علي ذكــرك وشكرك وحسن عبااادتك


لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك


لا شريك لك لبيك


آآآه ..كم استشعر كل كلمة فى هذا الدعاء الآن ، نعم يا ربي ، فقد أتيت إليك ليس لي شوق لأي شيء سوى رضاك عني ، ليس لي أى رغبة اخري سوى قربك ، ليس لي اى طلب آخر سوي حبك ، فلبيك الهى ، لبيك بكل ذرة خلقتها فى جسدي ، لبيك وسعديك ، والخير كله بيديك ، والشر ليس إليك


لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك


***


ثم تأخذ نفس عميق ، وتزيل تلك العبره التي سقطت من فرط شوقها على كلماتها .. وتكمل
 
أما عن أحداث يومي الاول ، فلأسطر قليلا مما حدث فيه


فاليوم ، وبعد حديثي مع أخي خالد ، شعرت براااحة غريبه تملكتني ، وكانني أزحت حجراً ثقيلاً كنت أحمله فوق صدرى
وكانني بُحت إليه بسري الخفيّ ، ومع أن هذا لم يحدث ، إلا أن مجرد حواري معه أراحنى كثيراً ، وصرت طوال الطريق لا افكر إلا فى لقائي المنتظر .. ومحاولة ترتيب خطواتي إلي ذلك القاء

ولم أفق من احلامي المرتقبه ، إلا عند وصولنا للميناء وتوديع أخي خالد لنا
وهنااا .. تجددت أحلامي التي ستصبح عن قريب واااقع أحياه وأعيشه


وبينما نحن نصعد للباخرة ، إذ بتدافع بعض البسطااء الذي بدوره دفعني فإفتقدت إحتضان يد امي لي ، ومما جعل أحد الركاب يصطدم بي هو الآخر - مما جعلني أضيق بتدافعهم هذا


وكــان شاب فى الثلاثين من عمره تقريبا ، وبدت عليه ملامح الإلتزاام

ولكن ما لفت إنتباهي قليلا ً ، هو ملامح الحياء الشديد التي بدت عليه من وقع هذا الاصطدام ، فـَوَجّْه ناظريه للأسفل وهو يعتذر بشدة بأن ما حدث هو سبب إصطدامه بي ، وقد إحمر وجهه خجلا ً من هذا التدافع ، وإعتذرت بدورى أنا الأخري منه وإنصرفت مسرعه لألحق بأبي وأمي


ولا أعلم لماذا حينها ، تذكرت سيدنا عثمااان رضي الله عنه وتذكرت حياؤه وقول الحبيب عنه " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكه "


وإستشعرت سعادة غريبه بوجود مثل هذا الحياء فى شبابنا اليوم


فاللهم زد شباب وبنات امة حبيبك محمد حياءً منك وإليك


***


وإنضممت مجددا إلي امي وابي ، وتشبثت هذه المره بذراع امي ، حتى لا يُضيعني منها بعد ذلك أى تدافع


وأنهينا إجراءات الورق ، وصعدنا لأعلي ونحن نتمتم بدعاء السفر ، وأخذت انا وامي نطوف بارجاء الباخرة ، ونتأمل جمال خلق الله سبحانه وتعالي ، فكم هى ساحرة تلك الطبيعة .فإن كان هذا ونحن فى الدنيا ، فما بالنا بجنة أعدها الله سبحانه وتعالي لعباده المتقين ،


وفيها ما لاعين رات ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


فسبحان الله الخالق الوهااب ، فاللهم إجعلنا من أهل جنتك


***


ولم نستشعر غياب أبي ، الذى إهتم بدوره بنقل لوازمنا إلي الغرف



وهناااا ...


قطع إسترسالها فى الكتابة ، صوت آذان الظهر الذى حان موعده



فقامت نهي مسرعه لتتوضأ وبعد أن فرغت ، فتحت الباب المشترك بينها وبين والديها بعد ان استئذنت فى الدخول عليهم


ووجدت والدتها هي الاخري قد إنتهت من وضوئها ولم تجد والدها


نهي : هو بابا فين يا ماما ؟؟


الأم : راح يصلي الظهر مع الجماعة


نهي : طيب ما تيجي إحنا كمان ناخد ثواب صلاة الجماعه ونزيد لـ 27 درجة زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة " ، ونصلي الظهر سوا ، ومش الظهر بس إن شاء الله نصلي دايما ًجماعه طالما إحنا سوا


نهي تتابع فى حماس واضح : وبعد ما نخلص صلاة إن شاء الله نعمل مقرئة قرآن ، إنتي تقري ربع مثلا وانا اقرى بعدك ربع وهكذا ، واهو نعين بعض على الطاعه ، وقراءة القرآن ، وتصحيح التلاوة ، وكمان ناخد ثواب الإجتماع فى ذكرالله و زى ما قال رسولنا الكريم " ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) .


الأم فى تأثر وفرحه بإبنتها : ربنا يباركلك يا نهي ، ويعينك دايما على الخير ، ويرضي عنك ويرضيكى يارب


نهي فى استحيااء : ربنا يتقبل منك يا أغلي أم بالدنيا يارب ، وينعم عليه برضااكى انتى و بابا بعد رضا رب العالمين


الأم : قلبي راضي عنك ليوم الدين ، انتى واخواتك ، ربنا ينعم عليكم بكل خير ، ويرضي عنكم


نهي وقد أعددت سجادة الصلاة : اللهم أمين ، طيب يلااا بقي يا ست الكل ، اؤمّي الصلاة


و بدءت الأم بتكبيرة الإحرام


****

وعلى الجانب الآخر ، كان الحاج كامل إنضم إلي جمع المصلين الذين تجمعوا قبل الصلاة فاستمعوا الى تلاوة إمامهم الذى رزق صوت شجي
آسر قلوب المصلين الذين قد تراصوا لبدء الصلاة
فاستشعروا عظمة القرآن ، وتدبره
وأصبحت القلوب تشتااق وتتعطش إلي كلااام الله
ودخلوا فى صلاتهم وهم حاملين قلوب خاشعه متدبرة

وبعد أن فرغ الجميع من اداء الصلاة والدعااء ، ودعوات الجميع لهذا الشاب ذو الصوت الشجي


ذهب اليه الحاج كامل ليباركه جمال صوته ، فوجده .......


يـــاتري هيطلع مين؟؟
وايه اللى هيحصل ؟؟
خلونا نشوف في الحلقات الجاية
 

**********



الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

الرسالة السابعة

( 7 )



فجر يوم السفر ، استيقظ الحج كامل وأيقظ اهل بيته كعادته لصلاة الفجر فى جماعة ، ثم بدأوا فى الاستعداد للسفر والتأكد من وجود كل شىء معهم


ثم جاااء خالد على موعده تماماً ، وأنزل والديه الي العربه ، ثم بدأ فى انزال الشنط


وكانت نهي تعد شنطة يدها ووضعت بها تلك الأدويه التي أوصتها الطبيبة بها بعد ان نزعت عنها كل الروشتات والاوراق التي تبين دواعى استخدامها ،ووضعت أيضا مفكره صغيرة لتدون بها كل اللحظات القادمه ، ولم تنسي أن تصطحب معها مصحفها الصغير الذى سيكون رفيق رحلتها ، ثم القت نظره طويله على انحاء المنزل وكانها اصبحت تودع كل شىء وأفاقت منها على صوت خالد متسائلا


خالد : خلاااص يا نهي جاهزة


نهي : اه يا خالد خلااااص ، انا جاهزه اهو


خالد : طيب يلا يا حبيبتى عشان منتاخرش


ثم تمشي خطوات قليله وتقف هاتفه


نهي : خالد !!


خالد : نعم يا حبيبتى


نهي : ممكن ......


خالد : خير يا نهي ، ممكن ايه ، قولى يا حبيبتى
 

نهي فى تردد واضح :لا.. خلاااص ولا حاجه


خالد : مالك يا نهي ؟ ، قولي يا حبيبتى فى ايه ؟؟ قلقانه ليه؟؟


نهي : مش عارفه يا خالد ، بس عاوزة أوصيك على ماما وبابا


خالد فى دهشه : توصينى ؟؟


نهي : فاكر الآيه اللى ربنا سبحانه وتعالى بيقول فيها {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (54) سورة الروم


خالد ولم يعي مغزى نهي : صدق الله العظيم ، طبعا عارفها ، مالها الآيه دى ؟؟


نهي فى تأثر: عارف معناها ؟! .. الأول بنكوون أطفال صغيرين وضعااف ومحتااجين مساعدة اللى حوالينا دايما .. وبعدين نكبر ونبقي شباب والشباب قوة ..وبعدين نرجع ضعاااف تااانى ونبقى شيوووخ ونبقي محتاجين اهتمام اللى حوالينا


ياااااااااااه يعنى الأطفال = الشيوخ


الاتنين محتاجين رعايه وحنان وصبر


هي هي نفس الدااايرة .. {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (55) سورة طـه


خالد فى صمت : ........................


نهي : انا عارفه إن الحمد لله احنا التلاته بارين ببابا وماما ،بس عاوزاك تبقى تخلي بالك عليهم اكثر
هما كبروا وزى ما احنا كنا محتاجينهم زماان واحنا صغيرين وضعاف ، هما كل يوم بيعدى عليهم بيكبروا وبيضعفوا وبيحتاجوا رعايتنا زى ما احتاجناها احنا زماان


خالد وقد زاد تعجبه وكأن نهي تتحدث لغه اخرى غير العربيه و لم يستطع فك طلاسمها : فى ايه يا نهي ؟؟ مالك يا حبيبتي ؟؟


نهي : خد كلااامى كده يا خالد ومش لازم تفسره دلوقتى ، خدنى على قد عقلي


خالد : يا حبيبتى ، من غير ما توصينى انتى عارفه بابا وماما فى عنيه ، إحنا مالناش بركه غيرهم ، ويمكن رضاهم علينا هو اللى كارمنا كده فى حياتنا بعد رحمة ربنا بينا
بس كلامك غريب يا نهي ، مش معقول كل ده عشان خايفه تركبي الباخرة ، انتي فيكى ايه ؟؟


نهي : ولا حاجه يا حبيبي ، ما تقلقش عليه أنا بخير ، يمكن عشان دى اول مره هنبقي احنا فى مكان وانتوا فى مكاان ، رهبة البعد بس


وترتمي فى حضنه كأنها طفل صغير يبحث عن الأمان فاحتمى بجذع شجرة يأويه من برد المكاااان
واصطحبها خالد وهو محتضنها بقوة ونزلوا سويا إلي العربه ، وظل يرمقها طوال الطريق بنظراات حائرة .. وتمني لو يعرف ما بها


***

ووصلوا إلي الميناء وصعدوا ثلاثتهم إلي الباخرة مودعين خالد بقلوب أصبحت ترتجف شوقا ً إلي لقاء الحبيب الذى غدا قريب المنال
وبدأ الجميع فى التحرك لإتخاذ أماكنهم ، وواتخذ الحج كامل غرفتين متجاورتين يفصل بينهم باب مشترك ، حتى يوفر لنهي راحة أكبر فى أخذ حريتها دون حرج من وجوده
وبدأ فى نقل الشنط الى غرفهم واذا بشااب يساعده فى نقلهم


عمر : السلاام عليكم ، عنك يا والدي


الحج كامل : ربنا يكرمك يا ابنى ، ملوش لزوم


عمر : لا إزاى ، حضرتك تحب أنقلهملك اى غرفه ؟؟


الحج كامل : هناك لو سمحت .. ويشير بيده للغرف


عمر : على كده احنا جيرااان ، أنا نازل فى الغرفه اللى جنب حضرتك


الحج كامل : ونعم الجيرة يا بنى ، سيماهم على وجوههم ،


عمر : الله يكرمك يا والدى دانا اللى قدرى كويس انى اكون جار حضرتك
رحلة طيبه باذن الله


ويأخذ الشنط بقوة الشباب وينقلها الى الغرف ، ثم يتابع
عمر : فى أى حاجه تانيه يا والدى هتنقلها


الحج كامل : لا يا بنى جزااك الله كل خير ، تعبناااك معانا


عمر : ولا تعب ولا حاجه ، حضرتك زى والدي


الحج كامل : وانا يشرفني يا بني
ثم يتابع ، طيب مش تعرفنى بإبنى الجديد بقي


عمر : اسمي عمر عبد الخالق ، مهندس معماري ،


الحج كامل : ما شاء الله ، وانا يا سيدى ، والدك الحج كامل ، عندى بفضل الله شركة توريدات أغذية


عمر : تشرفنا يا حج


الحج كامل : وانت رايح السعودية شغل ولا عمرة ؟؟


عمر : لا عمره إن شاء الله ، انا عملي فى القاهرة ، بس بحاول من وقت للتانى إني احافظ على اداء العمرة كل ما ربنا يسرلى وخصوصا إني عايش لوحدى بعد ما والدى ووالدتى توفوا، فبحاول أداوم على العمره ليه وليهم ، وربنا يتقبل


الحج كامل وقد إذداد إعجابه بعمر : ربنا يباركلك يا ابنى ، ويتقبل منك ان شاء الله


عمر : منا ومنكم إن شاء الله يا والدي ، طيب اسيب حضرتك ترتاااح ، ومش هوصيك بقي لو احتجت حاجه بقي ليك ابن تعتمد عليه ان شاء الله فى أى شىء


الحج كامل مؤكدا : طبعا يا بنى ربنا يباركلك


وينصرف عمر وهنا تأتى نهي ووالدتها بعد أن أخذتا جوله سريعه للباخره



***
نهي مُداعبة كعادتها: كنت فين يا سي بابا ، احنا هنزوغ كده من أولها


الحج كامل : مفيش فايدة فى لسانك ، سابقك دايما ، كنت بنقل الشنط يا ستي
مانتى ومامتك انشغلتوا عنى بالمنظر ، فمحبتش أقطع استرسالكم


ويكمل كلامه موجها نظراته الى زوجته : بس ايه يا ام خالد ربنا بعتلي شااب ربنا يباركله
والله الدنيا لسه بخيرو فيها شباب رجاله وجدعاان


وتبادله زوجته نظراته داعيه الله ان يرزق نهي شاب مثله


نهي فى غير إكتراث : هو احنا هنقضيها ع الباب ولا ايه ؟؟
مش ندخل بقي نرتاااح شويه قبل أذان الظهر ، إحنا عاوزين نستعد للعمره من واحنا هناا ان شاء الله


الحج كامل مؤكدا كلامها : طيب يا ستي ، دى أوضتك عشان تبقى واخده راحتك وبينا وبينك باب مشترك اهو ، افتحيه واقفليه براحتك


نهي فى خجل من كرم والدها معها : ربنا ما يحرمنى منك يا بابا ، ثم تقبل يده ورأسه


وتستئذنهم وتتدخل غرفتها لترتاح قليلا ، ولترتب خطة رحلتها
ويكمل الحج كامل لزوجته حكاويه عن ذلك الشاب الذى اثار إعجابه بشده
وبشغف الامهاات ، تسمعه ، وتسئله


الأم : هو متجوز يا حج ؟؟؟


ويجيبها وقد قرأ فى ملامحها دعوة تتمني تحقيقها وآمنّ على دعوتها بنظرته وأجابها : لا يا ستى اللى عرفته انه عايش لوحده بعد ما والدته ووالدته ماتوا
الأم " وبقلب الأم " : الله يرحمهم ، يا حبيبي يعني يتيم الام والأب ، ربنا يرزقه ان شاء الله الزوجه الصالحه
اللى تكونله سكن وتعوضه عن حرمانه من الاب والام
وفى داخلها تتمني أن تكون تلك الزوجه هى نهي ..



***


تــُـرى هل سيضيف عمر للاحداث شيئا ؟؟؟
وكيف سيكون لقااء نهي بالحبيب ؟؟
تابعوناااا

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

الرسالة السادسة (حلقة عائلية جدا )



( 6 )


ويأتى اليوم التالى ويصطحب الحاج كامل زوجته وابنته لقضاء بعض الزيارات العائليه قبيل سفرهم ، ويبدأ زياراته بزياة أولاده وإخوة نهي


ليلى وهى تفتح باب منزلها : وانا برده اقول العماره نورها زاايد النهارده اهلا اهلا


الحج كامل موجها كلماته لزوجته : انا مش عارف انتى بناتك دول طالعين لمضين كده لمين


الأم : بقي مش عارف يا حج ، الله يرحم أيام زمان وشقاوة زماان


ليلى ونهى معا ً: الله الله إظهر وبان يا حج كامل


نهي : ايه يا بابا ده شقااوة ومن وراانا طب قولنا عشان نعرف ان من شابه اباه فما ظلم


ويضحك الجميع وهم متوجهين الي غرفة الاستقبال ليجدوا هناااك خالد وزوجته مريم


الحج كامل : إنت هنا يا خالد والله ابن حلال وفرت علينا مشوارك


خالد : ازيك يا حج ، انا كمان كنت هروحلكم بعد زيارة ليلي ، القلوب عند بعضها


الأم : ازيك يا حبيبي ، ازيك يا مريومه


ويتبادل الجميع السلام والأحضان الدافئة ويجلس الجميع ، وتقوم ليلى باعداد بعض المشروبات الدافئة وتصطحب معها نهي ومريم


ليلي : ايوه يا ست نهي ، مين قدك يا ستي ، طالعة عمره مع بابا وماما ، مانتى اللى ع الحجر دلوقتي


نهي مُداعبه : آه بلاااش نق وحياتك يا ليلى ، خليها تكمل على خير ، وبعدين يعنى حد قالكم تيجوا بدرى
مانتوا اللى استعجلتم ونزلتم بدرى بدرى ، فبقيت أنا آخر العنقود


مريم : عمرة مقبوله إن شاء الله يا نهي ، بس متنسيناش من الدعاء هنااك


نهي : طبعا يا مريم متخافيش ، ان شاء الله ربنا يذكرنى بالدعاء للجميع ، ادعولى انتوا بس ربنا يكرمنا فيها ويقبلها مننا


وتشرد نهي قليلا ً ، وتتذكرأمرها ، وتنظر لليلى ومريم وكأنها ستراهم للمره الأخيرة وتلاحظ ليلي وجه نهي الشارد


ليلي مُداعبة : اللى شاغل بالك يا ست نهي


نهي فى شرود : أبدا يا ليلي


ليلي : مالك يا نهي ؟؟ انتى تعبانه ؟؟


نهي : أبدا يا ليلي ، بس هتوحشوني ، انتى عارفه متعودناش نبعد عن بعض ، علطول كنا سوا


مريم : ده كلها 15 يوم يا نهي وترجعي ان شاء الله ، وبعدين دى الزياره اللى كنتى بتحلمى بيها من زمان ، وعمو كامل سعي فيها مخصوص عشان عارف قد ايه نفسك تروحى


نهي : انا عارفه والله يا مريم ، بس هو الفراق دايما صعب ، ومين عالم الوشوش هتتلاقى تانى ولا لا


مريم وليلى فى صوت واحد : يا ساتر ايه التشاؤم ده يا بنتى


ليلى: ليه يا نهي كده ، ده انتى المفروض تكوني طايره من السعاده ، هتزورى الرسول وهتعملى عمره ، وكمان رحلة مع بابا وماما ، ليه تقولي كده ؟؟


مريم : تلاقيها بس خايفه من السفر بالباخره ، دى اول مره هتركبها


نهي فى محاولة لادراك الامر : فعلا انتو عارفين أختكم جبانه من يومها ، بخاف من البحر أقوم اركب باخره ولمده يومين يسلااام يسلاااام


ليلي : حد لاقى ،طب ياريت انا اللى رايحه ، أهو الواحد يغيرله يومين ويعلي إيمانياته شويه ، مهما كان الجو فى الحرم حاجه تانيه


مريم : عندك حق والله يا ليلى ، انا وخالد برده ان شاء الله ناوين نروح لما الظروف تسمح


ليلى : وانا ومحمد كمان ان شاء الله نروح قريب ، وياريت لو نطلعها سوا


ويقطع حديثهم الساخن صوت الحج كاامل متساءلا


الحج كامل : ايه يا ليلى ، انتى بتعملى الشاي على نار شمعه ولا ناخدها من قصيرها ونشرب الشاى فى حتة تانية


ليلي موجهه كلامها لنهي ومريم بصوت هامس : الله يكسفكم ، نستونى احط البراد ع النار


ثم تتبع همساتها صوت عال : لا يا بابا وعلي ايه ، خليها علينا المرة دى ونشربكم الشاى عندنا مفيش مشكله ***هه


ثم فى حركات سريعه تحاول اعداده بأسرع ما لديها وتحاول نهي ومريم مساعدتها بوضع قطع الكيك فى الاطباق ، ويخرج ثلاثتهم من المطبخ وهما حاملين معهم وجبة الاعتذار للتأخير


الحج كامل : والله انا قلت انتوا نسيتونا خلااااص ،وناوين تقضوها حكاوى ، وكنت فقدت الامل


خالد مـُداعباً : لا وايه جايبين معاهم كيك كمان ، رشوة تأخير


الأم بحنان : سلـّم ايديكم يا حبايبي


ليلي ، والله إنتي اللى فيهم يا قمر ، دايما رافعه معنوياتنا كده


نهي مُداعبة شقيقها : فى ايه يا خللللود ، ما المدام كانت معانا برده ، هو انت مش مروح معاها النهاردة ولا ايه ؟؟


خالد ضاحكا ً : هو انتى برده لسه لسانك تاعبك كده ، ما تشوفيله دكتور يريحنا من حته منه


مريم : ده احلى ما فى نهي شقاوتها دى ، ربنا يحرسها


نهي : ربنا يجبر بخاطرك يا مريم ، ثم تنظر لشقيقها مُداعبه ، يا بنى متوقعش نفسك بين بنتين لتتحرق


ان كيدهن عظيييم ، عموما هنصفح عنك المره دي عشان بس تبقي تفتكرنى بالخير


خالد : يا قمر انا فاكرك علطول رخمي براحتك يا ستي ، مانتى آخر العنقود ، حقك


ويقطع حديثهم الساخن


الحج كامل سائلا ليلي : امال محمد فين يا ليلى ؟؟


ليلي : عندهم تقفيل ميزانيه يا بابا وهيتأخروا ، انت عارف بقي آخر الشهر


الحج كامل : ربنا يعينه يا بنتى ، خلي بالك من جوزك يا ليلي ، ده راجل محترم
ومبقاش سهل نلاااقى زيه اليومين دول


ليلي : والله يا بابا هو فعلا نعمه من نعم ربنا عليه ، انسان فوق الوصف ، وانا بحاول اكون له الزوجه الصالحه اللى تدخل بزوجها الجنة ان شاء الله


الأم : ربنا يحرسكم يا حبيبتى ويخليكم لبعض وعقبال نهي يارب لما ربنا يكرمها هي كمان بواحد صالح زى محمد وخالد كده


الحج كامل : وانتى يا مريم ، أخبارك ايه مع خالد ، اوعي يكون الولد ده مزعلك فى حاجه ؟؟ قوليلى بس وانا املصلك ودانه


مريم فى خجل : لا والله يا عمي ، خالد ميقلش فى وصف ليلى لمحمد فى شيء
ربنا ما يحرمنى منه أبدا ، ويجعلنى ليه الزوجه الصالحه


خالد بصوت حاني : انتى فعلا نعم الزوجه يا مريم ، ربنا يخليكى ليه وما يحرمنى منك أبدا


نهي فى محاولة لاضفاء قليل من البسمات على هذا الجو الرومااانسي


نهي : احم احم ،كل الأحبه اتنين اتنين ...... ، ما ترااعوا مشاعرنا يا جماعه ، فى قُصَر معاكم فى القعده ،
ده احنا كده عاوزين جنينه ومزرعه لمون ، كده مش هينفع وبعدين


ويضحك الجميع من مداعباتها وتمضى سهرتهم حامله الكثير والكثير من اللحظات التى لا تنسي
وينصرف الحج كامل باسرته لاستكمال بعض الزيارات موصيا خالد ألا يتأخر فى الغد لتوصيلهم للميناء



تـُــري هل ستحمل هذه الرحلة جديدا لنهي ؟؟
وكيف سيكون لقاءها مع الحبيب الذي طال انتظارها لها ؟؟









تابعووونااااا