وبدأت الرحله الثانيه بأرض الحجاز ، لتحملهم من جديد لرحله أخرى ، رحله حملوها بداخلهم أعواما تفوق أعمارهم ، وكلٌ منهم يفكر كيف سيكون لقاءه مع الحبيب، ماذا سيحكى له ، كيف سيبلغه انه عرفه واشتاق له كما اشتاق هو لنا من قبل وأسكب العبرات شوقا للقاءنا
وعاش كلٌ منهم فى عالمه وكانه انفصل عمن حوله ،وأصبح الاتوبيس يمتليء بالوجوه الحالمة فصار كل منهم يجهز الكلمات ، ويفتش بذاكرته فى ماضيه علـّه يجد ما يرويه أمام الرسول ( صلي الله عليه وسلم )
وهنا ، كانت نهي هي الاخرى قد عاشت فى عالمها الخاص ، فأصبحت تبحث مع الباحثين ولكنها كانت تبحث بمكان آخر فكانت تـُذكِر نفسها كم تعب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لنشر هذا الدين الذى ننعم فيه نحن دون أدنى إكتراث بمشقه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والصحابه والتابعين
فصارت تدور بذاكرتها ، فتذكرت كيف بدا الدين ضعيفا ً ، ثم انتشر وقوى بالرسول( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابة ، ثم اصبح ضعيفا بنا مره أخرى الآن وتذكرت ذلك الحديث الذي يحمل بين كلماته هذا المعنى "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء" وصارت تردد اللهم أعز الإسلام بنا كما أعززتنا به
ثم أطبقت جفنيها وأطلقت العنان لمخيلتها لتصور لها ما حدث وكأنها تحيا فى زمنهم فها هو غار حراء الذي كان فيه التقاء الأرض بالسماء وفي ليلة غاب عنها نور القمر وها هي لحظة الميلاد للدين الجديد ، وها هو جبريل بصورته الملائكية يتنزل على الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) ويحتضنه بقوه حتي يبلغ منه الجهد فيتركه ويقول له إقرأ فيرد الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) وقد تملكته الرجفة والعرق ما أنا بقاريء ..فيعاود من جديد ضمه بقوة حتى يبلغ منه الجهد ويعاود الأمر فيقول إقرأ فيقول ماا أنااا بقاريء ثم يعاوده الثالثه فيتساءل الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) فى حيرة من أمره ماذاااا أقرأ ؟؟؟
فيرد جبريل: إقرأ بإسم ربك الذى خلق ، خلق الانسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الانسان مالم يعلم.. ثم يختفى جبريل
ويرتعد الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) من هول ما رآي وينزل من غاره الي زوجته وهو يتصبب عرقا ً .. ويصرخ مناديا اياها وهو يرتجف فؤاده " زملونى .. زملونى "
وتستقبله هى بقلبها الحاني وصدرها الرحب ، وتسأله فى رفق عما حدث له ، وما أن روى لها ما حدث حتى انطلقت كلماتها فى قوة وهى نفسها لا تعرف تفسير ما حدث ولكن بيقينها فى الله سبحانه وتعالي تقول بقلب ثابت : كلا والله لن يضيعك الله أبدا ً فإنك تصل الرحم وتحمل الكل ّ وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق .. فكيف يضيعك
فنزلت كلماتها عليه وصاحبتها السكينة فإطمئن وهدأ
ولم تكتفي بنثر كلماتها الحانية التي هدأت من روعه ، ولكنها وكما كانت دائما نعم الزوجه أكملت الطريق و اصطحبته الي ابن عمها ورقة بن نوفل الذى تجاوز الثمانين من عمره وامتلك من العلم والحكمه ما يجعله خير من يفسر لهم ما حدث فينصت لهم ورقه وقد تنقلت ملامح وجهه بين الابتسام والانبهار
و بعد ان انتهى الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) من سرد حكايته إختصر له ورقه بن نوفل حياته القادمه فى كلمات قويه وموجزه
فقال : والذي نفسي بيده انك لنبي هذه الأمه ، انك لنبي آخر الزمان
ولقد جاءك الناموس الذى جاء لموسي
وان قومك سيكذبونك ويؤذونك ويخرجونك ويقاتلونك
ليتنى أكون فيها جذعا ً اذ يخرجك قومك
فقال الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) متسائلا ً: أومخرجيَّ هم ؟؟؟
فرد ورقة : نعم ، ما من رجل آتي بمثل ما آتيت به الا عودىَّ ، وان يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا
وهناااااا ... تنسكب عبرات نهي وهي تستشعر مشاعر الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) حينما استمع الي تلك الكلمات القويه التي أوجزت فى لحظات 23 عاما سيقضيهم الحبيب فى تبليغ الرساله
واستشعرت صعوبة أن يشعر أن قومه الذين أحبهم ولم يؤذهم يوما سيكذبونه ويخرجونه من أرضه ويقاتلونه
فكيف استقبل الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) تلك الكلمات فى هذه اللحظه
كيف كانت مشاعره ؟؟ كيف كان يفكر ؟؟ ما الذى دار بذهنه حينما سمع هذا الكلام؟؟
كيف تخيل حجم المسئوليه التي إختاره الله تعالي لها ؟؟ وما استشعر بعدها؟؟
ووسط كل تساؤلاتها عن مشاعره حينها تنادى في شوق ٍ جارف ودموعها قد بللت وجنتيها فزادتها بريقا ً : يا حبيبي يا رسول الله ، والله انا نشهد بأنك قد بلغت الرساله وأديت الامانة وانا نحن من ضيعها من بعدك
وهنا تنتبه الأم لهمهمة نهي التي لم تكن مفهومة وتعتقد بأنه الحنين لرسول الله الذي أسكب عبراتها من جديد
فتقول فى حنان وقد إحتوت نهي بذراعها : خلااص يا نهى ، هانت يا حبيبتى ، قربنا نوصل وهتزوري النبي وتشوفي مسجده وتصلى فى الروضه ان شاء الله
نهى وقد زادت فى نحيبها وهى تتساءل : هنقوله ايه يا ماما ، هنقوله ضيعنا الدين من بعدك
هنقوله بقينا مشتتين وضايعين لانك مش وسطنا ،
هنقولة قسمنا الدين وبقينا أحزاب وطوائف اللى شيعه واللي سني وغيرهم وكل مجموعه بتحارب التانية
هنقوله الاسلام بقى عند كتيير مننا مجرد خانه فى بطاقه ولا شهادة ميلاد
هنقوله ضيعنا تعب السنين وبقينا مجرد مسلمين بالوراثه
هنقوله ايه لما يسألنا عملنا ايه للمسجد الأقصي وهو بينتهك قدامنا ، هنقوله نزلنا من عنينا شوية دموع وخلصت الحكايه على كده
هنقوله ايه واحنا حتى مقدرناش ندافع عنه لما الصحفى الدنماركى نشر عنه صور مسيئة وكان كل اللى عملناه اتفاعلنا شويه وبكينا شويه وخلاااص وبقى الموضوع دلوقتى عادى كل يوم حد يألف فيلم مسىء للإسلام ، ولا صوره جديده للإساءه للحجاب والمسلمين ، ولادم المسلمات اللى بيهدر من غير ما تتهزلنا شعره شوفى لما مروة الشربينى ماتت الدول بتاعتنا عملت ايه ، بقي كل اللى بنملكه شويه دموع بنطلعهم فى كل مناسبه وبنعيش وننسي كأن شيئا لم يكن وهو كان بيبكى من شوقه لينا ، يا تري نستاهل شوقه ده ودموعه الغاليه دى
هنقول ايه يا ماما ، هنقول ايه ؟؟؟؟؟
ثم تضع وجهها بين كفيها وكأنها تريد أن تختبيء بهم من مواجهته
وتلجم كلماتها لسان الأم وهى تقول لحالها صدقتى يا بنتى ولكنها بدورها تحاول أن تهدىء نهي فتقول وهى تربت على كتف ابنتها وقد امتلئت كلماتها بالثبات: هنقوله احنا ناس من اللى تبعوك سمعنا عنك وصدقنا رسالتك وآمنا بيك ، وبنحاول على قدر ما نقدر ننصر الإسلام
هنقوله احنا فى زمن كثرت علينا فيه الفتن والقابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، بس بنحاول نعمل حاجه نقابلك بيها عند الحوض
هنقوله سامحنا يا رسول الله يمكن مفيش حد فينا زى عمر بن الخطاب ولا أبو بكر الصديق ولا صلاح الدين الأيوبي ، بس بنحاول نمشي على نهجك ونطبق سننك ونربي ولادنا كويس يمكن يطلع حد منهم زيهم وينصر الدين
هنقوله اشتقنالك يا رسول الله زى ما اشتقت لنا وبكينا لفراقك زى ما بكيت على فراقنا وهنعز الاسلام بينا وبولادنا وهنحاول نبلغ الرسالة ونكون مثال طيب للإسلام لانك كنت خير مثال
ثم تكمل : فى أمل فى الأمة طول ما فيها شباب زيك يا نهى خايف ع الدين ونفسه يعمل حاجه كويسه
فى أمل يتصلح حالها وحتى لو هنصبر شويه بس الأمل موجود وبيقينك فى الله وباتباعك لسنة حبيبك نقدر ننصر الاسلام ونعزه بينا
قوليله انك هتحاولى ، ومش هتيأسي انك تبلغى من بعده ، وانك هتشيلى الامانة ، وانك هتقابليه عند الحوض وتحكيله عملتى ايه
وهناااا ... تنزل كلمات الأم على نهي وكأنها المفتاح السحري الذى أضاء بداخلها نورا ً جديدا ً زادها حماس لتلك الزيارة
ثم تعود فتتمالك نفسها من جديد وتدور بين الدروب وتتنقل بين الأحداث وكأنها تقلب فى يديها السنوات بضغطة زر
وترتسم على وجهها الباكى ابتسامة رضا وهى تري الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) يهدهد مشاعر أصحابه الذين تأثروا عندما سمعوا إساءة المشركين له ووصفه بالمذمم وهم يتغنون : مذمما أبينا ودينه عصينا وأمره قلينا
فيقول لهم فى سكينة وبوجه إعتراه الرضا : انهم يشتمون مذمما ً وانا محمدا ً
ثم يتطور الايذاء من مجرد الكلمات اللاذعه لأفعال سيئة فترى الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وهو ساجد يصلى ويأتى عقبه بن معيط فيضع على ظهره القاذورات وتبكى فاطمه وهي لا تتحمل ايذاء أبيها
ومحاولات قتله وايذاءه هو والصحابه بكل السبل ، فترى شِعب بني طالب الذى كان من أهدافه إما ان يكفر المسلمين ويعودوا لدين أبائهم أو يسلموا محمدا لقريش ليقتلوه والذي تم فيه محاصرة المسلمين ثلاث سنوات دون اكل او شرب وقد أصبحوا يأكلوا أوراق الأشجار حتى تقيحت شفاهم ، بعد أن رفضت قريش البيع لهم أو الشراء منهم وبينهم الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) ولم يعد يأكل الا ما يواريه بلال تحت إبطه ولم يشتكى منهم أحدا وتحملوا هم وأطفالهم الصغار وثبتوا بجوار الحبيب وتصديق الرساله ، وكان من بينهم أبو طالب والسيده خديجة اللذان رفضا أن يعيشا بعيدا عن إخوانهم رغم كبر سنهم والذى لم يساعدهم فى تحمل مشقة ما حدث فى الشعب فتوفيا بعد انتهاءه بفتره وجيزة
واستمرت نهي غارقه فى جولاتها بين الدروب .. حتى انهي الأتوبيس رحلته معهم
وشرع الجميع بالنزول وقلوبهم ترتجف ، وما أن رأى أهل المدينه الزوار الجدد
حتى بدأوا بالترحيب بهم بتلك الوجوه النورانية التى تحمل نفحات الحبيب المصطفي( صلي الله عليه وسلم )
وهواء طيبة العليل الذي سرى فى الأجساد فأكسبها رجفة اللقاء
وكالمعتاد ، ألقي الزائرون بأمتعتهم وواصلوا المسير نحو المسجد النبوى ، واصطحب الحج كامل اسرته إلي الباب المخصص للنساء وانصرف وكانت نهي تهرول فى مشيها
الأم : ايه يا نهى بتجرى كده ليه ؟؟ بالراحه يا بنتى ميصحش كده احنا هنجرى ولا ايه
نهي وكأنها فى عالم آخر وحمل وجهها معاني خوف وامل امتزجا سويا : معلش يا ماما أصلى عرفت من واحده صاحبتى ان فى معاد محدد للنساء لزيارة الحبيب،وخايفه منلحقش الزياره النهارده ،انا مش هقدر استحمل استنى لبكره
الأم فى إشفاق على ابنتها ورغبه فى اللقاء هى الأخري : ان شاء الله نلحق الزيارة النهارده ، قولي معايا .. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلا
نهي تردد خلفها فى يقين وأمل ، وتظل تردد وتدعو حتى إقتربا فأغمضت عيناها وكأنها تخشي من مواجهة الأمر
وهنااا ، كانت الأحداث تتصارع بداخلها وكأن تلك الدقائق القليلة هي ملخص لسنوات عديدة
حتى وصلا إلي الباب المخصص للنساء ووجدت نساااء وقفن ينظمن الدخول وقد حملت وجوههم ملامح الحبيب ورائحته وتمنت من داخلها لو كانت واحده منهن فما أسعدهم قدرا ً وهم يقضون أيامهم وقد رزقوا جوار الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) فى الدنيا ، فاللهم ارزقنا جواره فى الآخره
ودخلت نهي ووالدتها وحولهم العديد من النساء اللاتي تهافتت كل واحده منهن وأسرعت علّها تكون فى الصفوف الأولى وتقضي أطول وقت على عكس نهي التي إمتلئت حركاتها بالسكينه والهدوء وكأنها تريد أن تطير حتى لا يُسمع لقدمها دبيب فتزعج به الحبيب
وبعد أن فرغت من دعاء المسجد نظرت حولها لتجد تلك البقعه الحمراء التى إمتددت على مدى بصرها وصارت تبحث عن شيء ما وهى تتذكر قول الحبيب " ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة " ونظرها مثبت على ذلك اللون الأحمر
وظلت تنظر الي السجاد بين قدميها وقلبها ينتفض بين جنبيها وهى تتساءل متى أضع قدمى على أول الروضة
وظلت تسير وكأنها تسير مسافة أعوام حتى إخضرت السجادة تحت قدميها فانتفضت قائله لوالدتها : ياااااااااااااه أخيرا يا ماما بقينا فى الروضة ، بقينا قريبين قوى منه ، يااااااه ، قد ايه صحبته نعمة عظيمه ، اللهم ارزقنا صحبته فى الآخرة
الأم : اللهم آميييين ، طيب تعالي نصلي بقي ركعتين تحية المسجد وركعتين لله وبعدين نسلم عليه
ووسط هذا الزحام وعدم وجود مكان لقدم الا أنهما إستطاعتا أن تجدا مكان لتصليا فيه
وجاااااءت لحظة السلاااام عليه وبرغم وجود هذا الجدار الذى وضع بين قبره وبين النساء الا أن نهى استشعرت وقوفها أمامه وهى تري منبره وقالت متناسيه جميع من حولها :السلااام عليك يا حبيبي يا رسول الله ، جزاك الله عنا خير ما جازى به نبي عن امته
السلااام عليك يا أبا بكر ، يا خير صاحب
السلااام عليك يا عمر بن الخطاب
ثم تسترسل فى كلماتها مع الحبيب : السلااام عليك يا رسول الله ، السلااام عليك يا حبيب الله ، السلااام عليك يا من اشتاق القلب والعين لرؤياك
انا نهي آمه من إماء الله ، وواحده من أخوانك اللى انت بكيت من شوقك ليهم ، يا تري لو كنت بينا النهارده وشفت حال الأمه وصل لفين من بعدك كنت هتبكى علينا ، كنا هنستاهل دموعك الغاليه دى واحنا بنضيع الامانه اللى أمنتهالنا ، خايفه قوى يا رسول الله يوم ما نقابلك تدير وشك عنا وتقولنا بعداً بعداً سحقاً سحقاً ، بدعى ربنا كل يوم يرزقنا صحبتك فى الجنه ، احنا حرمنا منها فى الدنيا ، وقد ايه كانت صعبه علينا واحنا بنقرا فى سيرتك وبنقرا عن أصحابك وعن المشقه اللى تحملتوها عننا وازاى كانوا بيبقوا مبسوطين بالشهاده بعدك لانهم هيقابلوك زى ما قال سيدنا بلال غدا ألقى الأحبه محمدا وصحبه ، ياااااااه يا رسول الله ، قد ايه مشتاقين لرؤيتك وصحبتك ، مشتاقين نشرب من ايدك شربه هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا ، مشتاقين نشوف امهاتنا اللى سمعنا عنهم وقريينا حكايتهم
مشتاقييين قوى يا رسول الله
الدنيا بقيت صعبه قوى ، وكل يوم بتتكابل علينا الأمم زى ما قلت فى حديثك ، كل يوم بنهون قوى على نفسنا وبنضيع حته من دينا ، بقينا متهاونين ومتساهلين فى أمور كتير ، شباب كتيير عاوز يصلح بس يمكن مش عارف الطريق، وشباب تانين تايهين فى الدنيا لا يعرفوا حاجه عن الدين ولا عن أبسط أموره ، إدعيلنا يا رسول الله نفوق من غفلتنا ومن سباتنا ، إدعيلنا اننا نكون قد الامانه ، ادعيلنا نجيلك واحنا رافعين رايه الإسلام ، ادعيلنا نجيلك ونقولك احنا اللى حررنا القدس ، ادعيلنا يا رسول الله ربنا يوحد صفوفنا من جديد ويوحد كلمتنا ويقوى جنودنا
صحبتك غاليه وجوارك فى الجنه غالي ولازم نتعب عشان نوصله ، أوعدك يا رسول الله إني أبدا بنفسي أصلحها واقومها واحاول أطبق نهجك وسننك فى جميع الأمور وأكون قدوة طيبة لغيرى ، هحاول يا رسول الله وهقدر ان شاء الله طالما الغاية هتكون صحبتك فى الجنة يبقى اى شي يهون
وتنهى كلماتها بالتوجه الي الله تعالى : اللهم أرزقنا شفاعة المصطفي وصحبته وجواره فى الجنه ، اللهم أرض عنا وارضه عنا برضاك علينا يا أرحم الراحمين
ثم تسلم على الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) وعلى أصحابه وتتذكر أثناء انصرافها السيده عائشه رضي الله حينما أرسل لها عمر طالبا أن يدفن بجوار صاحبيه ( زوجها وأبيها ) وقد دفنا فى حجرتها وتؤثره على نفسها وتوافق على طلبه وليس هذا فقط فتحكى انها ما دخلت غرفتها بعد ذلك الا وقد شدت ثيابها عليها حياءا من عمر وهو تحت التراب ، ودفنت هى بعد ذلك بالبقيع ، بجوار امهات المؤمنين والصحابة
فرضي الله عنها وعنهم ورزقنا صحبتهم وصحبة الحبيب
وتنقضي أيام المدينه ما بين المسجد النبوي والصلاه فيه وبين التجول بالمدينه لرؤية الأماكن التي شهدت خضام المعارك وإرتوى ترابها بأجساد الصحابة كمقبرة شهداء أحد والذي كان منهم سيدنا حمزة وحنظلة الذي عُرف بغسيل الملائكة وغيرهم ، ومسجد قباء الذي شارك فى بنائه الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابه وكان أول مسجد بعد هجرته
وعاش كلٌ منهم فى عالمه وكانه انفصل عمن حوله ،وأصبح الاتوبيس يمتليء بالوجوه الحالمة فصار كل منهم يجهز الكلمات ، ويفتش بذاكرته فى ماضيه علـّه يجد ما يرويه أمام الرسول ( صلي الله عليه وسلم )
وهنا ، كانت نهي هي الاخرى قد عاشت فى عالمها الخاص ، فأصبحت تبحث مع الباحثين ولكنها كانت تبحث بمكان آخر فكانت تـُذكِر نفسها كم تعب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لنشر هذا الدين الذى ننعم فيه نحن دون أدنى إكتراث بمشقه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والصحابه والتابعين
فصارت تدور بذاكرتها ، فتذكرت كيف بدا الدين ضعيفا ً ، ثم انتشر وقوى بالرسول( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابة ، ثم اصبح ضعيفا بنا مره أخرى الآن وتذكرت ذلك الحديث الذي يحمل بين كلماته هذا المعنى "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء" وصارت تردد اللهم أعز الإسلام بنا كما أعززتنا به
ثم أطبقت جفنيها وأطلقت العنان لمخيلتها لتصور لها ما حدث وكأنها تحيا فى زمنهم فها هو غار حراء الذي كان فيه التقاء الأرض بالسماء وفي ليلة غاب عنها نور القمر وها هي لحظة الميلاد للدين الجديد ، وها هو جبريل بصورته الملائكية يتنزل على الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) ويحتضنه بقوه حتي يبلغ منه الجهد فيتركه ويقول له إقرأ فيرد الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) وقد تملكته الرجفة والعرق ما أنا بقاريء ..فيعاود من جديد ضمه بقوة حتى يبلغ منه الجهد ويعاود الأمر فيقول إقرأ فيقول ماا أنااا بقاريء ثم يعاوده الثالثه فيتساءل الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) فى حيرة من أمره ماذاااا أقرأ ؟؟؟
فيرد جبريل: إقرأ بإسم ربك الذى خلق ، خلق الانسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الانسان مالم يعلم.. ثم يختفى جبريل
ويرتعد الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) من هول ما رآي وينزل من غاره الي زوجته وهو يتصبب عرقا ً .. ويصرخ مناديا اياها وهو يرتجف فؤاده " زملونى .. زملونى "
وتستقبله هى بقلبها الحاني وصدرها الرحب ، وتسأله فى رفق عما حدث له ، وما أن روى لها ما حدث حتى انطلقت كلماتها فى قوة وهى نفسها لا تعرف تفسير ما حدث ولكن بيقينها فى الله سبحانه وتعالي تقول بقلب ثابت : كلا والله لن يضيعك الله أبدا ً فإنك تصل الرحم وتحمل الكل ّ وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق .. فكيف يضيعك
فنزلت كلماتها عليه وصاحبتها السكينة فإطمئن وهدأ
ولم تكتفي بنثر كلماتها الحانية التي هدأت من روعه ، ولكنها وكما كانت دائما نعم الزوجه أكملت الطريق و اصطحبته الي ابن عمها ورقة بن نوفل الذى تجاوز الثمانين من عمره وامتلك من العلم والحكمه ما يجعله خير من يفسر لهم ما حدث فينصت لهم ورقه وقد تنقلت ملامح وجهه بين الابتسام والانبهار
و بعد ان انتهى الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) من سرد حكايته إختصر له ورقه بن نوفل حياته القادمه فى كلمات قويه وموجزه
فقال : والذي نفسي بيده انك لنبي هذه الأمه ، انك لنبي آخر الزمان
ولقد جاءك الناموس الذى جاء لموسي
وان قومك سيكذبونك ويؤذونك ويخرجونك ويقاتلونك
ليتنى أكون فيها جذعا ً اذ يخرجك قومك
فقال الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) متسائلا ً: أومخرجيَّ هم ؟؟؟
فرد ورقة : نعم ، ما من رجل آتي بمثل ما آتيت به الا عودىَّ ، وان يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا
وهناااااا ... تنسكب عبرات نهي وهي تستشعر مشاعر الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) حينما استمع الي تلك الكلمات القويه التي أوجزت فى لحظات 23 عاما سيقضيهم الحبيب فى تبليغ الرساله
واستشعرت صعوبة أن يشعر أن قومه الذين أحبهم ولم يؤذهم يوما سيكذبونه ويخرجونه من أرضه ويقاتلونه
فكيف استقبل الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) تلك الكلمات فى هذه اللحظه
كيف كانت مشاعره ؟؟ كيف كان يفكر ؟؟ ما الذى دار بذهنه حينما سمع هذا الكلام؟؟
كيف تخيل حجم المسئوليه التي إختاره الله تعالي لها ؟؟ وما استشعر بعدها؟؟
ووسط كل تساؤلاتها عن مشاعره حينها تنادى في شوق ٍ جارف ودموعها قد بللت وجنتيها فزادتها بريقا ً : يا حبيبي يا رسول الله ، والله انا نشهد بأنك قد بلغت الرساله وأديت الامانة وانا نحن من ضيعها من بعدك
وهنا تنتبه الأم لهمهمة نهي التي لم تكن مفهومة وتعتقد بأنه الحنين لرسول الله الذي أسكب عبراتها من جديد
فتقول فى حنان وقد إحتوت نهي بذراعها : خلااص يا نهى ، هانت يا حبيبتى ، قربنا نوصل وهتزوري النبي وتشوفي مسجده وتصلى فى الروضه ان شاء الله
نهى وقد زادت فى نحيبها وهى تتساءل : هنقوله ايه يا ماما ، هنقوله ضيعنا الدين من بعدك
هنقوله بقينا مشتتين وضايعين لانك مش وسطنا ،
هنقولة قسمنا الدين وبقينا أحزاب وطوائف اللى شيعه واللي سني وغيرهم وكل مجموعه بتحارب التانية
هنقوله الاسلام بقى عند كتيير مننا مجرد خانه فى بطاقه ولا شهادة ميلاد
هنقوله ضيعنا تعب السنين وبقينا مجرد مسلمين بالوراثه
هنقوله ايه لما يسألنا عملنا ايه للمسجد الأقصي وهو بينتهك قدامنا ، هنقوله نزلنا من عنينا شوية دموع وخلصت الحكايه على كده
هنقوله ايه واحنا حتى مقدرناش ندافع عنه لما الصحفى الدنماركى نشر عنه صور مسيئة وكان كل اللى عملناه اتفاعلنا شويه وبكينا شويه وخلاااص وبقى الموضوع دلوقتى عادى كل يوم حد يألف فيلم مسىء للإسلام ، ولا صوره جديده للإساءه للحجاب والمسلمين ، ولادم المسلمات اللى بيهدر من غير ما تتهزلنا شعره شوفى لما مروة الشربينى ماتت الدول بتاعتنا عملت ايه ، بقي كل اللى بنملكه شويه دموع بنطلعهم فى كل مناسبه وبنعيش وننسي كأن شيئا لم يكن وهو كان بيبكى من شوقه لينا ، يا تري نستاهل شوقه ده ودموعه الغاليه دى
هنقول ايه يا ماما ، هنقول ايه ؟؟؟؟؟
ثم تضع وجهها بين كفيها وكأنها تريد أن تختبيء بهم من مواجهته
وتلجم كلماتها لسان الأم وهى تقول لحالها صدقتى يا بنتى ولكنها بدورها تحاول أن تهدىء نهي فتقول وهى تربت على كتف ابنتها وقد امتلئت كلماتها بالثبات: هنقوله احنا ناس من اللى تبعوك سمعنا عنك وصدقنا رسالتك وآمنا بيك ، وبنحاول على قدر ما نقدر ننصر الإسلام
هنقوله احنا فى زمن كثرت علينا فيه الفتن والقابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، بس بنحاول نعمل حاجه نقابلك بيها عند الحوض
هنقوله سامحنا يا رسول الله يمكن مفيش حد فينا زى عمر بن الخطاب ولا أبو بكر الصديق ولا صلاح الدين الأيوبي ، بس بنحاول نمشي على نهجك ونطبق سننك ونربي ولادنا كويس يمكن يطلع حد منهم زيهم وينصر الدين
هنقوله اشتقنالك يا رسول الله زى ما اشتقت لنا وبكينا لفراقك زى ما بكيت على فراقنا وهنعز الاسلام بينا وبولادنا وهنحاول نبلغ الرسالة ونكون مثال طيب للإسلام لانك كنت خير مثال
ثم تكمل : فى أمل فى الأمة طول ما فيها شباب زيك يا نهى خايف ع الدين ونفسه يعمل حاجه كويسه
فى أمل يتصلح حالها وحتى لو هنصبر شويه بس الأمل موجود وبيقينك فى الله وباتباعك لسنة حبيبك نقدر ننصر الاسلام ونعزه بينا
قوليله انك هتحاولى ، ومش هتيأسي انك تبلغى من بعده ، وانك هتشيلى الامانة ، وانك هتقابليه عند الحوض وتحكيله عملتى ايه
وهناااا ... تنزل كلمات الأم على نهي وكأنها المفتاح السحري الذى أضاء بداخلها نورا ً جديدا ً زادها حماس لتلك الزيارة
ثم تعود فتتمالك نفسها من جديد وتدور بين الدروب وتتنقل بين الأحداث وكأنها تقلب فى يديها السنوات بضغطة زر
وترتسم على وجهها الباكى ابتسامة رضا وهى تري الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) يهدهد مشاعر أصحابه الذين تأثروا عندما سمعوا إساءة المشركين له ووصفه بالمذمم وهم يتغنون : مذمما أبينا ودينه عصينا وأمره قلينا
فيقول لهم فى سكينة وبوجه إعتراه الرضا : انهم يشتمون مذمما ً وانا محمدا ً
ثم يتطور الايذاء من مجرد الكلمات اللاذعه لأفعال سيئة فترى الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وهو ساجد يصلى ويأتى عقبه بن معيط فيضع على ظهره القاذورات وتبكى فاطمه وهي لا تتحمل ايذاء أبيها
ومحاولات قتله وايذاءه هو والصحابه بكل السبل ، فترى شِعب بني طالب الذى كان من أهدافه إما ان يكفر المسلمين ويعودوا لدين أبائهم أو يسلموا محمدا لقريش ليقتلوه والذي تم فيه محاصرة المسلمين ثلاث سنوات دون اكل او شرب وقد أصبحوا يأكلوا أوراق الأشجار حتى تقيحت شفاهم ، بعد أن رفضت قريش البيع لهم أو الشراء منهم وبينهم الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) ولم يعد يأكل الا ما يواريه بلال تحت إبطه ولم يشتكى منهم أحدا وتحملوا هم وأطفالهم الصغار وثبتوا بجوار الحبيب وتصديق الرساله ، وكان من بينهم أبو طالب والسيده خديجة اللذان رفضا أن يعيشا بعيدا عن إخوانهم رغم كبر سنهم والذى لم يساعدهم فى تحمل مشقة ما حدث فى الشعب فتوفيا بعد انتهاءه بفتره وجيزة
واستمرت نهي غارقه فى جولاتها بين الدروب .. حتى انهي الأتوبيس رحلته معهم
وشرع الجميع بالنزول وقلوبهم ترتجف ، وما أن رأى أهل المدينه الزوار الجدد
حتى بدأوا بالترحيب بهم بتلك الوجوه النورانية التى تحمل نفحات الحبيب المصطفي( صلي الله عليه وسلم )
وهواء طيبة العليل الذي سرى فى الأجساد فأكسبها رجفة اللقاء
وكالمعتاد ، ألقي الزائرون بأمتعتهم وواصلوا المسير نحو المسجد النبوى ، واصطحب الحج كامل اسرته إلي الباب المخصص للنساء وانصرف وكانت نهي تهرول فى مشيها
الأم : ايه يا نهى بتجرى كده ليه ؟؟ بالراحه يا بنتى ميصحش كده احنا هنجرى ولا ايه
نهي وكأنها فى عالم آخر وحمل وجهها معاني خوف وامل امتزجا سويا : معلش يا ماما أصلى عرفت من واحده صاحبتى ان فى معاد محدد للنساء لزيارة الحبيب،وخايفه منلحقش الزياره النهارده ،انا مش هقدر استحمل استنى لبكره
الأم فى إشفاق على ابنتها ورغبه فى اللقاء هى الأخري : ان شاء الله نلحق الزيارة النهارده ، قولي معايا .. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلا
نهي تردد خلفها فى يقين وأمل ، وتظل تردد وتدعو حتى إقتربا فأغمضت عيناها وكأنها تخشي من مواجهة الأمر
وهنااا ، كانت الأحداث تتصارع بداخلها وكأن تلك الدقائق القليلة هي ملخص لسنوات عديدة
حتى وصلا إلي الباب المخصص للنساء ووجدت نساااء وقفن ينظمن الدخول وقد حملت وجوههم ملامح الحبيب ورائحته وتمنت من داخلها لو كانت واحده منهن فما أسعدهم قدرا ً وهم يقضون أيامهم وقد رزقوا جوار الحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) فى الدنيا ، فاللهم ارزقنا جواره فى الآخره
ودخلت نهي ووالدتها وحولهم العديد من النساء اللاتي تهافتت كل واحده منهن وأسرعت علّها تكون فى الصفوف الأولى وتقضي أطول وقت على عكس نهي التي إمتلئت حركاتها بالسكينه والهدوء وكأنها تريد أن تطير حتى لا يُسمع لقدمها دبيب فتزعج به الحبيب
وبعد أن فرغت من دعاء المسجد نظرت حولها لتجد تلك البقعه الحمراء التى إمتددت على مدى بصرها وصارت تبحث عن شيء ما وهى تتذكر قول الحبيب " ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة " ونظرها مثبت على ذلك اللون الأحمر
وظلت تنظر الي السجاد بين قدميها وقلبها ينتفض بين جنبيها وهى تتساءل متى أضع قدمى على أول الروضة
وظلت تسير وكأنها تسير مسافة أعوام حتى إخضرت السجادة تحت قدميها فانتفضت قائله لوالدتها : ياااااااااااااه أخيرا يا ماما بقينا فى الروضة ، بقينا قريبين قوى منه ، يااااااه ، قد ايه صحبته نعمة عظيمه ، اللهم ارزقنا صحبته فى الآخرة
الأم : اللهم آميييين ، طيب تعالي نصلي بقي ركعتين تحية المسجد وركعتين لله وبعدين نسلم عليه
ووسط هذا الزحام وعدم وجود مكان لقدم الا أنهما إستطاعتا أن تجدا مكان لتصليا فيه
وجاااااءت لحظة السلاااام عليه وبرغم وجود هذا الجدار الذى وضع بين قبره وبين النساء الا أن نهى استشعرت وقوفها أمامه وهى تري منبره وقالت متناسيه جميع من حولها :السلااام عليك يا حبيبي يا رسول الله ، جزاك الله عنا خير ما جازى به نبي عن امته
السلااام عليك يا أبا بكر ، يا خير صاحب
السلااام عليك يا عمر بن الخطاب
ثم تسترسل فى كلماتها مع الحبيب : السلااام عليك يا رسول الله ، السلااام عليك يا حبيب الله ، السلااام عليك يا من اشتاق القلب والعين لرؤياك
انا نهي آمه من إماء الله ، وواحده من أخوانك اللى انت بكيت من شوقك ليهم ، يا تري لو كنت بينا النهارده وشفت حال الأمه وصل لفين من بعدك كنت هتبكى علينا ، كنا هنستاهل دموعك الغاليه دى واحنا بنضيع الامانه اللى أمنتهالنا ، خايفه قوى يا رسول الله يوم ما نقابلك تدير وشك عنا وتقولنا بعداً بعداً سحقاً سحقاً ، بدعى ربنا كل يوم يرزقنا صحبتك فى الجنه ، احنا حرمنا منها فى الدنيا ، وقد ايه كانت صعبه علينا واحنا بنقرا فى سيرتك وبنقرا عن أصحابك وعن المشقه اللى تحملتوها عننا وازاى كانوا بيبقوا مبسوطين بالشهاده بعدك لانهم هيقابلوك زى ما قال سيدنا بلال غدا ألقى الأحبه محمدا وصحبه ، ياااااااه يا رسول الله ، قد ايه مشتاقين لرؤيتك وصحبتك ، مشتاقين نشرب من ايدك شربه هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا ، مشتاقين نشوف امهاتنا اللى سمعنا عنهم وقريينا حكايتهم
مشتاقييين قوى يا رسول الله
الدنيا بقيت صعبه قوى ، وكل يوم بتتكابل علينا الأمم زى ما قلت فى حديثك ، كل يوم بنهون قوى على نفسنا وبنضيع حته من دينا ، بقينا متهاونين ومتساهلين فى أمور كتير ، شباب كتيير عاوز يصلح بس يمكن مش عارف الطريق، وشباب تانين تايهين فى الدنيا لا يعرفوا حاجه عن الدين ولا عن أبسط أموره ، إدعيلنا يا رسول الله نفوق من غفلتنا ومن سباتنا ، إدعيلنا اننا نكون قد الامانه ، ادعيلنا نجيلك واحنا رافعين رايه الإسلام ، ادعيلنا نجيلك ونقولك احنا اللى حررنا القدس ، ادعيلنا يا رسول الله ربنا يوحد صفوفنا من جديد ويوحد كلمتنا ويقوى جنودنا
صحبتك غاليه وجوارك فى الجنه غالي ولازم نتعب عشان نوصله ، أوعدك يا رسول الله إني أبدا بنفسي أصلحها واقومها واحاول أطبق نهجك وسننك فى جميع الأمور وأكون قدوة طيبة لغيرى ، هحاول يا رسول الله وهقدر ان شاء الله طالما الغاية هتكون صحبتك فى الجنة يبقى اى شي يهون
وتنهى كلماتها بالتوجه الي الله تعالى : اللهم أرزقنا شفاعة المصطفي وصحبته وجواره فى الجنه ، اللهم أرض عنا وارضه عنا برضاك علينا يا أرحم الراحمين
ثم تسلم على الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) وعلى أصحابه وتتذكر أثناء انصرافها السيده عائشه رضي الله حينما أرسل لها عمر طالبا أن يدفن بجوار صاحبيه ( زوجها وأبيها ) وقد دفنا فى حجرتها وتؤثره على نفسها وتوافق على طلبه وليس هذا فقط فتحكى انها ما دخلت غرفتها بعد ذلك الا وقد شدت ثيابها عليها حياءا من عمر وهو تحت التراب ، ودفنت هى بعد ذلك بالبقيع ، بجوار امهات المؤمنين والصحابة
فرضي الله عنها وعنهم ورزقنا صحبتهم وصحبة الحبيب
وتنقضي أيام المدينه ما بين المسجد النبوي والصلاه فيه وبين التجول بالمدينه لرؤية الأماكن التي شهدت خضام المعارك وإرتوى ترابها بأجساد الصحابة كمقبرة شهداء أحد والذي كان منهم سيدنا حمزة وحنظلة الذي عُرف بغسيل الملائكة وغيرهم ، ومسجد قباء الذي شارك فى بنائه الحبيب( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابه وكان أول مسجد بعد هجرته
يا تري نهي هتعمل إيه لما ترجع ؟؟
وهتقدر توفي بالوعد ولا القدر لن يمهلها ؟؟
وهتقدر توفي بالوعد ولا القدر لن يمهلها ؟؟
ياه يا دعاء
ردحذفكانني زرت المدينة وتجولت في جنبات المسجد النبوي
تسلم غيديكي يا فتاتي وربي كريم يكشف عنا الغمة ويعيدنا إلى الصلاح
المقال داه هدية مني ليكي
http://mhg1962.ba7r.org/montada-f22/topic-t2187.htm#9586
قد ايه كلامك ادخل السرور الى قلبي يا كلمات
ردحذفربنا عالم بجدان ردك وهديتك جم ف وقتهم قوي
أسألك الدعاء ان يتقبل الله عملى ويحسن ختااامي
وبجد .. جزااكي ربي الجنة واكرمك بالفردوس الأعلي بصحبة الحبيب المصطفي
وقريبا جدا .. سنعرف ما هي رسالة نهي
نسأل الله التوفيق
احبك ف الله اخيتي الحبيبة