الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

الرسالة الثانية





وتبيت نهي ليلتها وقد قررت أن تخوض التجربه لأخرها دون ان تزعج أحدا بأمرها

وجاء اليوم التالي .. وذهبت إلي عملها كالمعتاد ، ولكنها ذهبت لاخذ أذن بأجازه حتى تستطيع الذهاب لعمل التحاليل اللازمه واستشارة الطبيبة ، ولم تخبر احدا فى المدرسة حتى لا يتسرب الخبر الى منزلها .

 

وذهبت الى المعمل واجراء التحاليل المطلوبه وأخدها الي طبيبتها

وجاء موعدها للدخول وها هي مجددا تتمتم ببعض الآيات القرآنيه وتدخل

 

نهى : السلام عليكم يا دكتوره

 

الطبيبة : وعليكم السلام ، ازيك يا نهى ؟ عامله ايه النهارده ؟

 

نهي : بخير الحمد لله ، عملت التحاليل اللى حضرتك طلبتيها ، اتفضلي

 

وتلقى الطبيبة نظره سريعه على التحاليل لتجد انه ليس بها سبب مقنع لما وصفته لها نهي غير انها مصابه بنقص فى نسبه الهيمجلوبين

فتقرر الطبيبة إجراء رسم مخ لنهي حتى تتضح الرؤيه أكثر ،

وتستدعى الطبيبة الممرضه لتصطحب نهي لاجراء رسم مخ وعمل بعض الصور المقطعية لها بغرفه الاشعه

 

وتنظر لها نهي فى قلق : رسم مخ ؟؟

 

الطبيبة : متخافيش ده بس عشان نطمن اكتر

 

نهي مستسلمة : خير ان شاء الله

 

وتقوم مع الممرضه وتذهب لغرفة الاشعه وتقوم بأجراء ما طلبته طبيبتها

وتطلب منها طبيبة الاشعه انتظارها بالخارج حتى تنتهى من عمل الاشعه وكتابة التقرير



وتخرج نهي وهى تحدث حالها كيف ستخبر اهلها ان كان هناك شيئا ما بالاشعه

وكيف سيكون حال والدتها ، ووالدها اللذان لم يعودا يتحملا فراقها بعد زواج اخوتها .

وتمر الدقائق بطيئة ، ونهي مستغرقه في افكارها وكأنها تسلي نفسها حتى يمر الوقت سريعا

وبعد طول انتظار تسلمت الاشعة الخاصه بها وتوجهت بها مجددا الى طبيبتها

 

نهي : اتفضلى الأشعه يا دكتورة

 

الطبيبة تلقى نظرتها الفاحصه على اشعة نهي وتصمت لحظات قبل أن تسألها

الطبيبة : انتى مش معااكى حد يا نهي

 

نهي : لا محبيتش اقلق حد من عيلتى يعنى الأمر مش مستدعي

هو فى حاجه يا دكتورة ??

 

الطبيبة وهي حائرة : لا أبدا انا بس بسئل اصلى شايفاكى لوحدك

 

نهي تعاود سؤالها مرة اخرى

نهى : خير يا دكتوره حضرتك لقيتى الاشعه فيها ايه ؟؟

 

الطبيبة : شوفى يا نهى هو خير ان شاء الله بس ياريت يكون فى حد من عيلتك موجود

 

نهي : ليه هو فى ايه ؟؟

 

الطبيبة : أبدا بس ممكن نحتاج نعملك كمان شويه اشعه وهتبقى تعباانه بعدها شويه ولازم يكون معااكى حد من عيلتك

 

نهي وهى غير مقتنعه : صدقينى يا دكتورة لو فى حاجه بالاشعه حضرتك تقدرى تقوليلي انا انسانه مؤمنه بقضاء الله وهرضي باللى ربنا كاتبهولي ومقدرش اجيب حد من عيلتى لان والدي ووالدتي ناس كبار فى السن ومش هيستحملوا ان كان فى حاجه فأحب انا اللى ابلغهم

 

الطبيبه وكأن نهي أعطتها اشارة الامان للحديث : طيب يا نهي انا مش هخبي عليكى وهقولك

بس زى مانتى قولتى انتى بنت مؤمنه بقضاء الله والمرض ده ابتلاء من ربنا بيختبر بيه عباده المؤمنين

 

نهي وقد تيقنت من شعورها : ونعم بالله ، اتفضلي

 

الطبيبة : صور الاشعه اللى قداامى بتقول ان عندك ورم فى المخ وللأسف الورم وصل لمرحله مينفعش معاها التدخل الجرااحي

كل اللى نقدر نعمله دلوقتى اننا نخفف الاعراض اللى ممكن تتعرضيلها مع الوقت

 

نهي وقد سلمت أمرها لله : انا لله وانا اليه راجعون

 

الطبيبة : مقاومتك للمرض مهمه برده يا نهي ، وكل يوم فى حاجه جديده فى الطب

 

نهي : كله بامر الله يا دكتورة ، جزااكى الله خير ، انا مقدرة خوف حضرتك عليه ، بس انا دلوقتى مبفكرش غير فى والدي ووالدتى وازاى ممكن أبلغهم حاجه زى دي

 

الطبيبه : لو تحبي اكون معااكى انا معنديش مانع

 

نهي : جزااكي الله كل خير ، انا ان شاء الله هحاول ابلغهم بشكل يقدروا يتقبلوه

تعبتك معايا يا دكتورة

 

الطبيبة : ده واجبي ، انا احب اطمن عليكى دايما ، انا مش شايفه فى الابليكيشن بتاعك الانمرة موبايل دى نمرتك أكيد

 

نهي : اه ان شاء الله

 

الطبيبة : خلااص انا هسجلها معايا وهبقى دايما اطمن عليكى ، وعموما دى مجموعه من الادويه المسكنه لو حسيتى بأى ألم تقدرى تاخديها ، ولو احتجتى اى شيء متتردديش انك تتصلي بيه.

 

وتستئذن نهي فى حاجتها للإنصراف

وتأذن لها الطبيبه على وعد من نهي انها ستهتم بحالها وان لا تفقد الامل فى رحمة الله

وتخرج نهي وهى تائهه وكأنها كانت بحلم ولم تفق منه بعد ، وتكاد لاتري امامها من وقع ما سمعت

وتنصرف نهي ولكن كان مازال امامها متسع من الوقت حتى يحين موعد خروجها من عملها

وقررت أن تقضيه فى احدى الحدائق حيث الخضرة ، والهدوء ، بعيدا عن ضجيج الكافتريات والنوادى

وهنااك تستطيع ان تفكر جيدا كيف ستخبر والديها بهذا الامر

وظلت ساعاااتها ولم تحمل معالم وجهها غير الصمت ولكن ما كان يدور بداخلها كأنها

حرب مشتعله لا تستطيع ايقاف نيرانها

فما هذا الخبر ؟؟ وما هذا المرض المفاجىء؟؟ ومتى اصابها فهي لم تشعر الا بالالام طفيفه!!

وكيف تستطيع تقبله ؟؟ وكيف ستخبر عائلتها ؟؟ وماذا سيكون رد فعلهم ؟؟

كثير وكثير من الافكار التى تلاعبت بمخيلتها حتى جاااء موعد عودتها للمنزل

ولم تجد حلا للامر بعد !!!

 

***********************

 

وهاهي تدخل الى منزلها وتنظر الي والدتها التي كانت قد ارتسمت على وجهها أثار السعادة والبهجة

وتنظر لها نهي فى اشفاق عليها من وقع مثل هذا الخبر على مسامعها

وكيف يمكن ان تبدد لها كل معالم الفرحه الواضحه عليها

ثم تدرك الامر سريعا وتحاول رسم ابتسامتها المعتاده

 

نهي بصوت حنون : السلااام عليكم يا ست الحبايب

 

الأم ولم تلتفت جيدا لمعالم الحزن الواضحه علي نهي: وعليكم السلااام يا نور عيني

 

نهي مداعبه والدتها في محاولة منها لنسيان ما كانت فيه : ايه يا قمر الجمال ده .. وشك منور وعنيكى مليانه فرحه

 

ثم تقول لها هامسه فى اذنيها : هو الحج مظبطك بكلمتين حلوين قبل ما ينزل الشغل ولا ايه ؟؟

 

الأم فى استكمال لمداعبة نهي : هو فعلا قالى كلمتين حلوين قوى

وانتى كمان هتفرحي قوى قوى لما تعرفيهم

نهي تكمل مداعباتها : الله الله يا حج كامل ،

ايه يا قمر ده انتى كمان هتقوليلى اللى قالهولك

ايه الرضا ده ، قولي قولي سرك فى بير يا ست الحبايب

 

الأم : وبعدين معاااكي لو مبطلتيش هزارك ده هحرمك من أحلي خبر ممكن تسمعيه

 

نهي : وعلي ايه .. الطيب احسن اديني حطيت لسانى جوه بقي اهو

وتضع كفها على فمها فى محاولة لاثبات انها لن تتحدث مجددا

 

الأم : طيب ايه رأيك أخليكي تشغلى مخك شويه اهو اعمل فيكى زى ما بتعملى

فى الطلبه الغلابا اللى عندك

وتضحك الام مداعبه نهي التى أصبحت فى شغف لسماع خبر ينسيها

ما سمعته منذ قليل

 

نهي مداعبة : اممممم احنا فينا من كده ، لا يا ست ماما قوليلى الخبر كده علطول فى وشي

بس اوعي تقوليلى ان جايلي عريس ولا حاجه احسن يغمن عليه ولا حاجه

لو كده قوليهولى حته حته احسن عشان أقدر استوعبه برااحتي

 

الأم : طيب قوليلى يا غلباوية احنا من فتره كده كنا اتكلمنا مع بعض فى حاجه نفسنا فيها قوي

ها يا تري فاكرااهاا ؟؟؟؟

 

نهي فى محاولة للتذكر وكأن مخها لم يعد به الا ذاك الخبر الذى سمعته منذ قليل

نهي مفكرة : امممم حاجه كان نفسنا نعملها ؟؟ حاجه كان نفسنا نعملها ؟؟

ثم تضحك قائلة : عروستي

 

الام بلا استجابه وضحكه صامتة : .......................

 

نهي : طيب ايه دى يعنى حاجه كان نفسنا نعملها ، فسحه ، ولا خروجه ، ولا ايه ؟؟؟؟

 

الأم : مش فسحه فسحه بس حاجه زى كده

 

نهي مجددا فى محاوله لتذكر الامر : اممممممممممم

والله يا ست الحبايب اصل الذاكرة مبقتش مستوعبه

قوليهولي بقى وخلصى نفسك اصل ممكن نقعد كده لبكره وبرده انتى اللى هتقوليه ههههه

 

الأم : طيب يا غلباوية

استعدى بقى لمفاجأة كان نفسك فيها من زمااان

باباكى خلص لنا ..........

وتسكت الام فى محاولة لمداعبة نهي

 

........................

 

تـُـرى ما هي تلك المفاجئة التي تنتظر نهي ؟؟

 

وهل من الممكن أن تنسيها ما سمعت منذ ساعات ؟؟

 

وهل ستخبر نهي والدتها بما كان من أمرها ؟؟

 

تابعوناااااااااااااا










هناك تعليق واحد:

  1. جميل جميل

    عاوزين حلقات بنفس المعدل كده

    أبدعتى يا دعاء

    ما شاء الله

    ردحذف