(5)
وبعد تلك اللحظات التي أثرت مشاعر كل منهم ، إنصرف الحاج كامل مجددا لعلمه ،وانشغلت كل من نهي ووالدتها فى إعداد العدة للسفر، فلم يتبق سوي يوما واحدا فاصلا ً بينهم وبين تلك الرحلة التى طاقت لها أنفسهم.
وبعد ان فرغت كلتاهما من إعداد لوازم السفر ، والتي أنهكت ما تبقي لهم من قوة
جلستا أمام شاشة التلفاز لمتابعة احد البرامج الدينيه التي إعتادتا متابعته
وبعد تلك اللحظات التي أثرت مشاعر كل منهم ، إنصرف الحاج كامل مجددا لعلمه ،وانشغلت كل من نهي ووالدتها فى إعداد العدة للسفر، فلم يتبق سوي يوما واحدا فاصلا ً بينهم وبين تلك الرحلة التى طاقت لها أنفسهم.
وبعد ان فرغت كلتاهما من إعداد لوازم السفر ، والتي أنهكت ما تبقي لهم من قوة
جلستا أمام شاشة التلفاز لمتابعة احد البرامج الدينيه التي إعتادتا متابعته
وقامت نهي مسرعة لاعداد كوبين من الشاى الساخن وأصبحت كما إعتادت مؤخرا تعدد نواياها فى كل شىء تفعله ،وجلست كل من نهي ووالدتها بعد أن امسكت كل منهن بمشروبها الساخن، ولم يعد يقطع صمت المكان سوي صوت رشفاتهم منه ، وهذا الصوت المؤثر الخارج من هذا الجهاز الصغير
والذى كان يحمل لنهي مفاجأة لم تكن لتتوقعها ،
******************************
وكانها على موعد معه ليخبرها بكل ما يخبئه لها القدر
فكان الشيخ يتحدث عن حكمة الابتلاء وفضل الصبر عند نزول البلاء وبدأ فى سرد بعض قصص السلف الصالح
وظل يعدد ويحكى وكل من نهي ووالدتها قد إرتكزت أعينهم على تلك الشاشة حتي وصل الحديث لقصة صحابية عُرفت بأن مهرها الاسلام وهي أم سليم
الشيخ : ومن نماذج المبتلين الصابرين ، السيدة أم سليم صحابية من صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم ، وكانت متزوجة من أبا طلحة الأنصارى وقد رزقهم الله بطفل سموه أبا عمير وكانوا يعيشون فى سعاده لا توصف ، وكان ابا طلحة متعلق جدا بولده ،وشاء الله أن يمتحنهم بهذا الطفل الجميل ومرض الولد مرض شديد ، وخرج ابا طلحة ذات مرة
فمااات الولد ،وتلقت أم سليم موت ابنها بصبر وثبات
وعندما عاااد أبا طلحه وسألها : كيف حال الغلام ؟؟
أم سليم : ســــكن
ففهم أبا طلحة انه نااام ولكنها كانت تعنى انه استراااح
وتزينت له بأبهي ما تكون وقضت معه ليلتها
ثم قالت له : يا رجل أرايت ان كان لاحد من جيراننا عندنا وديعه أنردها اليهم ؟؟
فاجابها : نعم
فأكملت : أفرايت إن طال الزمن ؟؟
فأجاب : هذا أولى أن تؤدي
قالت : فإحتسب إبنك لقد استرد الله وديعته
فيكمل الشيخ بصوت شجى : هااا يا إخوانا نعرف نكون صابرين كده
نعرف نثبت كده عند نزول البلاااء؟؟
ها يا اختى تعرفي تكوني زى أم سليم ؟؟ تعرفي تصبرى على فقد عزيز عندك كده؟؟
وهناااا ترمق نهي والدتها بنظره حانيه وتود لو تصرخ وتقول لها .. كونى هكذا يا امي ، إصبرى واحتسبي ، وتقرر أن تحاول إخبارها بعد انتهاء البرنامج
وما هى الا دقائق قليله حتي انتهى الشيخ من كلماته واختتم كلامه بدعااء زاد معه تأثر تلك الوجوه التي أغرقتها الدموع
وما ان انتهي وعادت كل من نهي ووالدتها لحاله السكون السابق حتى بادرت نهي وألقت براسها المتعب فى حضن والدتها وكأنها تريد ان تجلب له مساعده خارجية تحتمل معه كل تلك الافكار
نهي : ياااااااااه يا ماما قد إيه حضنك واحشنى ونفسى أنام فيه زى زماان
الأم : كبرتى يا نور عينى وبقيتى عروسه خلاااص عقبال لما اشوف ولادك وانتى واخداهم فى حضنك يا عمرى
نهي : مهما كبرنا يا ست الكل هنفضل جوه حضنك صغيرين قوى ، ربنا ما يحرمنا منك ولا من حضنك ابدا
وفى محاوله منها لفتح الحوار
نهي مُتابعه حوارها : انما مقولتليش بقي يا ست الكل ، إيه رأيك فى الحلقه النهارده
الأم بملامح جمعت بين الألم والرضا : ومين ميتمناش يكون من الصابرين يا نور عينى ، كل اللى ربنا كاتبهولنا خير سواء خيره او شره ، وأكيد بيكفر بيه ذنوبنا او بيعلى قدرنا عنده ،لكن البشر ساعات بتفلت منهم زمام الأمور ومبيقدروش يتحكموا فى نفسهم لحظة نزول البلاااء وزى ما قال الشيخ إنما الصبر عند الوهلة الأولي ، ربنا يرزقنا الصبر ويجعلنا من أهله ، ويجعلنا ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالي ، إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ، ربنا يثبتنا عند نزول البلااء احنا وسائر المسلمين
نهي : وإيه رأيك فى الصحابية أم سُليم وموقفها تجاه موت ابنها وتجاه زوجها ؟؟
الأم : واحنا نقدر نتكلم عن الصحابه نقول ايه ، ربنا يثبتنا زى ما ثبتهم
، ثم تتابع كلامها وقد ارتسمت معالم التأثر عليها وأصبحت تداعب خصلات شعر نهي وكأنها عادت زمنا الى الخلف
أصعب شعور على قلب الأم انها تفقد ابنها ، شوفى ازاى من اول حملته وهنا ًعلى وهن ، تسع شهور وهو جوه منها بياكل ويشرب ويحس ويتحرك ويتنفس
حاسس بكل نبضه فيها وهى حاسه بكل نبضه فيه ، وبعدين تستنى خروجه وده الأصعب روح بتخرج من روح وبكل ألالام الولادة دى لكن تلاقيها اول سؤال تسئله ابنى فين ؟هو كويس ؟
ومترتاحش الا لما تروى عينها بشوفته
وبعدين تقضى سنتين فى رضاعته واحساسها بيه وانه حياته متعلقه بيها واكله معاها هى وبس
أصعب شعور على قلب الأم انها تفقد ابنها ، شوفى ازاى من اول حملته وهنا ًعلى وهن ، تسع شهور وهو جوه منها بياكل ويشرب ويحس ويتحرك ويتنفس
حاسس بكل نبضه فيها وهى حاسه بكل نبضه فيه ، وبعدين تستنى خروجه وده الأصعب روح بتخرج من روح وبكل ألالام الولادة دى لكن تلاقيها اول سؤال تسئله ابنى فين ؟هو كويس ؟
ومترتاحش الا لما تروى عينها بشوفته
وبعدين تقضى سنتين فى رضاعته واحساسها بيه وانه حياته متعلقه بيها واكله معاها هى وبس
وبعدين تبتدى تشوفه بيحبى وبيمشي ويكبر ويتكلم
ياااااه يا نهي ، رجعتينى لزماااان قوى ، شوفى بقي انتى كل ده وحاولى تقيسي وجع اى أم بتفقد أبنها وحرقه قلبها عليه
نهي : بس احنا لازم نقتدى بالصحابه يا ماما ، طبعا اكيد الموقف صعب والابتلاء شديد
بس برده سرد القصص دى مغزاه الحقيقى اننا نتعلم منهم مش بس نتعرف عليهم
وكل ما كان الابتلاء شديد وكل ما صبر الانسان كل ما زاد قدره ومكانته عند ربنا
الأم : ونعم بالله ، ومين ميتمنااش يكون من الصابرين ، بس عمرك ما هتلاااقى ام نفسها تجرب الابتلاء ده
بكره تجربي الضنا وان بس مجرد التفكير فى فقد اى حد منهم مش هتقدرى عليه
مش اعتراض مننا على مشيئة الله ، ربنا يعفو عننا ويغفرلنا ، لكن لو بايدك تديهم من عمرك ولا تشوفى حد منهم بس بيشكى من وجع
ربنا يحفظ ولاد المسلمين جميعا ويحفظكم ويخليكم ليه
وتحضن الام نهي بقوة وكانها استشعرت فراااقها ، وتبكى وتقول ربنا ما يحرمنى من وجودكم حواليه
وتتيقن نهي انه لا سبيل لها ، وتقرر أن تنهي الأمر والا ترهق تلك القلوب بمرضها
وأن تكتفى لهم بالدعاء بالصبر على فراقها وان يرزقهم الله الثبات عند نزول البلاااء
وتبادل امها لحظات العنااق الملتهب ، ثم تردف قائلة فى محاوله منها لتلطيف الجو
نهي : هااا بقي ، خطتنا ايه بكره ان شاء الله ، عاوزين نعمل شويه زيارات كده قبل السفرمن باب صلة الرحم
الام : ان شاء الله ، نعملها سوا احنا وبابا هو بكره هيقضى اليوم معانا
نهي : طيب كويس قوى ، عشان كمان يستريح قبل السفر ، عارفه يا ماما
الام : خير يا نور عينى
نهي : مع اني بخاف قوى من البحر ، بس مبسوطه ان بابا اختار لنا الباخره عشان نسافر بيها
الام : هو حب انه الرحله يكون ليها ذكريات حلوه ونستعد نفسيا قبل ما نروح نعتمر
يعنى الباخره هتدينا فرصه للتأمل ، والتفكر ، وهتدينا وقت اننا نهيء نفسنا للعمره
نهي : عندك حق يا ماما ، ربنا يباركله بابا دايما افكاره كلها جميله
الأم : ربنا يخليهولنا ، واحنا نسوى ايه بس من غيره
نهي : يا سيدى يا سيدى ، فينك يا حج كااامل تسمع وتشوف
الام : يا غلباويه ، مفيش فايده فيكى ، لسااان ولماااضه بس عسل
نهي : عسسل برده ، ماشي شكلها عسل اسود بس مش مشكله اهو اسمه برده عسل
الام : لا يا حبيبتى دانتى عسل أبيض ومكرر كماان
*********
وتبيت نهي ليلتها وقد قررت أن لا تفاتحهم فى أمرها ، وان تحاول قدر إمكانها اسعاد تلك القلوب
تـُرى ما الذى تحمله الاحداث لنهي ؟؟؟
وتبيت نهي ليلتها وقد قررت أن لا تفاتحهم فى أمرها ، وان تحاول قدر إمكانها اسعاد تلك القلوب
تـُرى ما الذى تحمله الاحداث لنهي ؟؟؟
جميله يا دعاء
ردحذفأحيانا كتيره يكون ربنا باعتلنا رسايل .. رغم القسوه والعذاب اللى بيبقوا ظاهرين فيها .. لكن باطنهم رحمه كبيره عشان نقف ونفكر ونعيد حساباتنا ونرجعله
حاجه كده ربنا مش بديها غير لعباده اللى لسه عاوزهم يرجعوا
اللهم ارزقنا قلبا خاشعا يخشاك وبصيره تنير لنا السبيل اليك
أبدعتى يا دعاء
ولو انها مش جديده عليكى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفما شاء الله عنصر التشويق زاد
لكن حلقة النهاردة صغيرة لكن متابعين معاكى
يا مبدعة
بارك الله لكى وفيكى
مهاااا
ردحذفاحبك ف الله ولله
لا تحرميني دعاكى ولا اطلالتك
وربنا ينور بصائرنا دوما لنري حقيقة ما كتبه
فنرضي ويرضي
اللهم امين
بنت الاسلام
ردحذفالحمد لله ان الاحداث بدات تشدك
يا مسهل
اوعدك ان شاء الله انك مش هتخسري تشويقك ده
وبخصوص قصر الحلقه معلش بقي
مره طويل ومره قصير عشان محدش يزعل
نورتي يا قمر ومتحرمنيش اطلالتك دى ابدا
سامحيني يا فتاتي
ردحذفمدونات الكثير منكم راحت مني وكل مرة اقول يا ترى القصة وصلت لفين وياترى خلصت والا لسه وبالصدفه لقيتني عامله ملف حافظه فيه المواقع ودخلت جري لقيت لسه الأحداث جارية
كلمة الأم جميلة من منا لا يحب أن يكون من الصابرات ولكنه ابتلاءا صعبا ..ربي يخلي لنا اولادنا وبناتنا ولا يحرمنا منهم ابدا
متابعه من جديد