الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

الرسالة العاشـرة




(10)





وقضت نهي يومها ، ما بين حرصها على الصلاة جماعة فى أول الميقات ، وقراءة القرآن ، والتأمل والتفكر فى خلق الله ، وبين تدوين كل ما يدور بيومها
وحل الليل والسكون على الجميع ، وشرعت نهي فى إستكمال ما بدأته وأصبحت تحرص عليه وتخطط له ...
وقامت لتلبي نداء ربها ، فتجيبه حينما يسئل ،هل من داعي فاستجيب له ؟؟ ، هل من سائل فأعطيه ؟؟
وبدأت تناجي ربها وتدعوه ، وتحمل بقلبها ما لايعلمه سوى الله عز وجل
وبعد أن إنتهت من صلاتها ودعائها الذى صاحبتها فيه دموع الرهبه والرغبه ...، وحينما شرعت بتكملة تلك الختمه التي إبتدئتها منذ وضعت قدمها على تلك الباخرة
اذ بها تسمع صوت شجي يرتل آيات الذكر الحكيم واستشعرت انه خارج من الغرفه المجاورة لها ، فإقتربت من الجدار علها تسمعه بوضوح أكثر
وأنصتت جيدا ، فإذ بها تسمع صوت خاشع متدبر وهو يتلو- وكأنه قصدها هي ..-


وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)


ثم صمت قليلاً وقال بصوت متحشرج وكانه يلفظ انفاسه الآخيرة


وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)


وهنا يعلو صوت بكاؤه ، ويكمل الآيات في تدبر، وصار يقرأ آيات العذاب وكانه يري جهنم رأى العين ، ويخاف ان يسقط فيها


وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)


ويزيد النحيب عندما يصل إلي الآية (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)
وظل يرددها ويرددها ، وكأنه يذكر نفسه بعذابها


ثم يتحول صوته إلي نبرة حملت كل معاني النعيم ، وكانه دخل وذاق حلاوة الجنة ، حينما بدا بتلاوة آيات النعيم


وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)


ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)


ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)




وسافرت نهي بعيدا مع ذلك الصوت الذى تمنت بداخلها لو امتكلت جماله ، ولكنه أخذها فى طريق آخر حيث سافرت الي ذلك الفارس الذى طالما دعت به الله أعواما تساوى أعوام عمرها تقريبا ، فكم دعت كثيرا أن يرزقها الله زوجا ً يملك حسن تدبر وتلاوة القرآن ،وكم أمضت ساعات طويلة تقرأ عن كيفية بناء البيوت بأسس الدين
وكم مرة تخيلت نفسها وهى تحاول إسعاد ذلك الفارس الملثم التي لم ترى وجهه حتى لحظتها هذه وتتودد الى الله بإرضاء زوجها


و ظلت تتذكر، وتتذكر تخيلاتها عن ردة فعلها عندما تراه عائدا يوما ً وتحمل ملامح وجهه من العبوس ما يجعل قلبها ينتفض لذلك فتحاول إخراجه مما هو فيه بحركات تجعله يضحك غصبا ،
وتذكرت كيف ظلت ليالى تحلم بالعديد من المواقف التي تزيد المحبه بينهم
وتلك الساعه فى يوم الجمعه والتى تفصل بين صلاتي المغرب والعشاء وهما يجلسان لقراءة وردهما الاسبوعى الذى يحافظان عليه مهما كانت ظروفهم فيزيد اجتماعهم على ذكر الله وحرصهم على اداء وردهم من محبتهم ، ويزيد بيتهم قوه وصلابه ضد تلك العواصف التى تهاجمه من وقت لآخر


ثم أصبحت تتذكر كيف أصبح اليوم ذلك الحلم بعيدا عن مخيلتها ، فلم يعد بداخلها شىء الا تلك الحقيبه الخاويه ، التي تحاول أن تملأها قدر استطاعتها ، حتى تذهب وتجد ما تقدمه بين يدي ربها


وكيف انها بين غمضة عين وانتباهتها قد تغيرت أهدافها واحلامها ، وكيف انه هناك ما يجب دائما على المؤمن الانتباه له والعمل من اجله ، ولكنه يتوه وسط انشغالات الحياه وتغفل عنه القلوب


وتذكرت تلك الآيات التي استمعت لها وعاشت معها منذ لحظات ، وظلت تتفكر ، كم هو الموت قريب وانه ربما يدق الباب فى اى وقت دون موعد


وكيف تكون رحمة الله بنا عندما يمهلنا ويذكرنا به .. ولكن ..كيف لنا إذا جاء ونحن مازلنا فى غفله ولم نـُعــِد العـُدّه لذلك اللقاء ، ماذا سنقول ، ماذا سنفعل ان فات الآوان بنا ؟؟


ثم تفكرت فى انها ربما تكون رسالة جديده لها من الله ، فلماذا استمعت الي هذا الصوت ، ولماذا قرأ تلك الآيات ؟؟ وظلت تحمد الله كثيرا وتشكره علي رحمته بها وانه جعلها تفطن الي رسالاته لها برحمته وقدرته سبحانه وتعالي


ثم وجدت نفسها تدعو لذلك الصوت الذي استمعت لتلاوته بما فتح الله عليها من الدعاء ، ولم تنتبه الا على دقات بابها ووجدت والدها يوقظها لصلاة الفجر


الحاج كامل : انتى صاحيه يا نهي ؟؟؟


نهي وهى تمسح دموعها فى سرعه بديهيه : اه يا بابا الحمد لله صاحية


الحاج كامل : ربنا يبارك فيكى يا بنتى ويجعلك من القوامين دايماتقبل الله يا حبيبتى ، ويلا عشان تصلى الفجر معايا انا ووالدتك


نهي : منا ومنك يا بابا ، حالا ً هحصل حضرتك


قامت لتجديد وضوئها وذهبت مسرعة لاداء الفجر جماعه مع والديها
وبعد أن أنتهوا من صلاتهم واذكارهم الصباحية ، عادت نهي لغرفتها لتنال قسطا من النوم فلم تعد تستطيع المواصله ، واصبح النوم يداعب عينيها


****


واستيقظت نهي وهى تشعر أنها تطير شوقاً مع نسمات البحر ، وكأنها طائر صغير تصاحبة الرياح وتحمله لتصل به إلي مرسي الأمان
ودخلت كعادتها لتنثر بسماتها على والديها ، ووجدت والدها وقد نظر إليها نظرة متاملة رافقته فيها دمعة حنين رفضت الخروج وقررت البقاء لتروى شوقه الدفين .


نهي فى حيرة صامتة : صباح الخير والرضا على أحن واطيب اب فى الدنيا


وتوجهت لتقبيل جبهته كعادتها فوجدته وقد احاطها بذراعيه واحتضنها بحنان وشوق وكانه لم يرها منذ أمد بعيد ، وأجابها : صباح النور على ست العرايس


نهي فى شقاوتها المعتاده : عرايس ؟؟ هو فى عرايس هنا ؟؟ مين جاب سيرة العرايس ؟؟ فين العرايس دول ؟؟ هه فين .. فين ؟؟


الحج كامل وهو يمسك بخدها مداعبا اياها : وهو فى أجمل من كده عروسة ، ربنا يفرحنى بيكى عن قريب ويرزقك زوج صالح يقدر قيمتك ويعرف يصون الجوهره اللى هنديهاله


نهي فى محاولة مصطنعه للضحك لتدارى خجلها من كلمات والدها : طيب ولما يجي ابن الحلال ، ويخطفنى حضرته على حصانه الابيض ، مين هيغلس .. احم احم .. قصدى هيصبح عليكم كل يوم الصبح ؟؟ وازاى هتعيشوا من غيري ؟؟ أدينى عاملالكم حس فى البيت ولا زهقتوا مني وعاوزنى اعمل حس فى حته تانيه ؟؟


الحج كامل : أحنا نعيش ونبقى مبسوطين وفرحانين لما قمرنا الجميل ده ينور بيته ويملاه حب وحنان زى ما هو مالى حياتنا ومنوراها . ربنا يرزقك بزوج صالح ينور حياتك ويكون سكن ليكى


نهي فى استرسالها : اممممم هو فى ايه يا حج كامل ، هو انا مديقاك فى حاجه ؟؟ يعنى حابسه حريتك مع الحاجه مثلا ؟؟ كابسه على أنفاسكم ولا حاجه ؟؟ قولي قولى انا بنتك برده والسر فى بير


الحج كامل ضاحكا ً: أهو الحاجه الوحيده اللى ربنا هيرحمنا منها لما تتجوزى لسانك ولماضتك دى .. يا ساتر هو الدكتور لما شدك للدنيا شدك من لسانك


نهي ضاحكة : يظهر كده ،بس يعنى لو الموضوع لماضه ولسان ، أقتصر انا يا سي بابا والم لسانى ، وبلاها الجواز يعنى تكلفوا نفسكم كل التكاليف دى جواز وجهاز وفرح عشان ترتاحو من لساانى ، لالالالالا .. انا حتي ميرضينيش ، خلااص هعفو عنكم وهرحمكم من لسانى الطويل ده وهقص منه 2 سم بحالهم.. بس خلونى قاعده معاكم انا مرتااحه كده


ثم تنهي حوارها الضاحك وهى تهمس لوالدها بسؤال جاد وقد احاطت عنقه بذراعيها : إنما قولي بقي يا سي بابا ليه الدمعه اللى لمحتها فى عنيك اول ما لمحتنى وبعدين تلتها بشريط الدعاوي المحترم ده
خير يا بابا .. مالك يا حبيبي؟؟


الحج كامل فى دهشه من ملاحظة نهي : هو انتى كده مفيش حاجه بتعدى من تحت إيدك ؟؟


نهي فى مكر : ولا من فوقها يا سي بابا، عوامل وراثيه بقي ، شوف بقي احنا وراثينها من مين !!


الحج كامل : ماشي يا لمضة ، اصلك النهاردة رجعتيني سنين طويله لورا ، فكرتينى بستك الله يرحمها


نهي : الله يرحمها ويجعلها مع الصالحين فى الجنة ان شاء الله ، بس فكرتك بيها ازاى ، واشمعني يعنى النهارده ، مانا بنتك من زمان


الحج كامل فى شرود : ابدا بس فرحتك بالعمره واحساسك بيها يشبه احساس وفرحة ستك الله يرحمها ، ووشك النهاردة منور فكرني بنظرة عنيها ووشها بعد ما رجعت من العمرة


نهي وهي تحضن والدها الذى ادماه الشوق والحنين وكانها تحولت فى لحظة الي أم تحتوى صغيرها بذراعيها لتشعره بحبها وحنانها : الله يرحمها ويجعلها من رفقاء النبي فى الجنة ، بس عارف يا بابا ستو دى عظيمه قوى واعظم حاجه عملتها انها جابتك للدنيا عشان تبقى انت باباياحبيبي ، ثم تضمه اليها وتدعو ..ربنا يخليك لينا ويرزقك الصبر على فراق كل ما احببت


قالت كلمتها هذه وقد ارتسمت صورته امام عينها عندما يعرف سرها الدفين
وتتابع الأم ما يحدث فى صمت بالغ عبرت عنه بعبرات ساخنه جسدت إحساسها برفيق دربها وإشفاقها عليه


وتعود نهي من جديد لتضفي قليلاً من البهجه لتبدد مشاعر الحنين التي ملات ارجاء المكان : شوف بقي يا سي بابا ، إنت النهاردة محجوز




الحج كامل وهو ينفض عنه حنينه للماضي و في محاولة للتجاوب مع نهي : إزاى يا لمضة ؟؟


نهي : بمعني ، حضرتك النهارده ملكى انا وماما وبس ، مطلوب بقي من حضرتك أنك تكون إمامنا فى الصلاة طول اليوم وبعدها نفكر نطلق سراحك ولا لأ


الحج كامل وكانه إستشعر حنينه لصوت عمر : بــس ..


نهي مقاطعه : من فضلك يا بابا ، ده رجاء مش طلب ، نفسي نصلي كل الصلوات النهارده جماعه أنا وانت وماما وانت تكون إمامنا ، عشان خاطرى محدش عالم هتيجى فرصه امتى زى دى تاانى نكون متجمعين فيها احنا التلاته لكل الصلوات


الحج كامل مستسلما ً : طلباتك اوامر يا ست نهي وانا عندى كام نهي


نهي فى فرحه كفرحة الاطفال : تسلم يابابا ، ربنا ما يحرمنى منك ابدا ً ويخليكم ليه وما يحرمنيش منكم


وينقضي نهار اليوم الثاني ونهي تتابع مسيرتها مع والديها ، ثم جلس ثلاثتهم فى لحظة إسترخاء وتأمل


الحج كامل : الله علي جمال الطبيعة ، سبحان الذى خلق فأحسن كل شيء خلقه ، شايفه يا حجه قد ايه الانسان بيحرم نفسه من جمال الكون حواليه لما بينشغل بالدنيا وامورها و بيحرم نفسه من تأمل الطبيعة والتفكر فى عظمه وخلق الله من حواليه


الأم : عندك حق يا حج ، التفكر والتامل من العبادات اللى كتير من الناس غافلين عنها ، مع أنها من أهم العبادات ، دى حتى بتدى الانسان طاقه وقوه على العباده لما يحس قد ايه انه صغير قوى جوه خلق ربنا ، وكمان الواحد لما بيتامل خلق الله بيزيد الحماس جواه على الطاعه أكتر
يعنى شوف ما شاء الله ، الشباب اللى ماليين الباخره واللى كتير منهم ملتزم ورايح عشان يعتمر ، كلامهم وشكلهم يشرح القلب ، يخلى الواحد نفسه عمره يرجع تاانى ويجتهد زيهم كده


الحج كامل : عند حق يا أم خالد ، والله الواحد شاف شباب هنا ، ربنا يبارك فيهم حسسوا الواحد انه لسه فى خير فى الامه وانه فى أمل يتصلح حالها طالما فيها شباب كده
ثم يكمل : فاكره الشاب اللى كنت حكيتلك عليه اللى شالي الشنطه ، اللى نازل فى الاوضه اللى جنبنا


الام فى اهتمام موجهه نظرها لنهي التي كانت انشغلت كعادتها لتدوين أحداث يومها : آه فاكراه ، ماله يا حج


الحج كامل فى إعجاب : أهو ده شاب من الشباب اللى بجد يشرحوا القلب ، ماشاء الله عليه يا أم خالد ، ادب وأخلاق وجدعنه والتزام ، وكمان ما شاء الله عليه ، عليه صوت فى تلاوة القرآن يؤسر القلوب ،


قاطع حديثه إنتباه نهي الصامت المفاجيء وتذكرها ذلك الصوت الشجي الذى سمعته من الغرفه المجاورة بالامس


وهو يكمل : لما روحنا عشان نصلى الظهر امبارح كان مندمج فى قراءة القرآن وكأنه وحده في خلوه مع الله وكان بيقراه بصوت متدبر وجميل ، خلي كل المصلين عاوزينه يؤمهم للصلاة وفعلا آمّنا بعد الحاح من المصلين، ومش عاوز احكيلك ازاى الناس كانت بتخرج من الصلاه كلها شوق لقرب الله كنت حاسس ان القلوب بتنتفض وبتبكى من كتر ما صوته خلاهم يستشعروا الكلام ، ومش كده بس لا ماشاء الله عليه حافظ للقرآن وبحفظه ليه بيبر والديه لانهم كانوا سبب بعد ربنا انه حفظه ومن خلال كلامى معاه حسيت انه كمان انسان ناجح فى عمله ومهتم بيه يعنى دين وعلم وأخلاق وكل ده ، ما شاء عليه ربنا يبارك فيه يارب واهو لسه شاب متعداش التلاتين من عمره فى الوقت اللى فيه ناس عدت الخمسين ولسه غافله عن ربنا


وأثناء استرساله فى الكلام وجد يد تربت على كتفه من الخلف فنظر له :




عمر فى استحياء واضح : السلااام عليكم يا والدى


الحج كامل ملتفتا ًخلفه : وعليكم السلااااام ورحمة الله وبركاته ، والله ابن حلال ، لسه كنت جايب فى سيرتك مع الحجه دلوقتى ، انت بتيجى ع السيرة ولا ايه !!


وانتبهت كل من نهي ووالدتها لذلك الشاب الذى أثرى سمعهم عنه كل خير


عمر : خير ان شاء الله


الحج كامل : كل خير يا عمر يا بنى ، انت تستاهل كل خير ، ربنا يبارك فيك


عمر فى حياء واضح : آسف لاقتحامي مجلسكم كده من غير استئذان بس لاحظت ان حضرتك مجتش صلاة الجماعه النهارده ، فحبيت بس أطمن ان حضرتك بخير


الحج كامل ، ولا إقتحام ولا حاجه يا عمر يا بنى ، أنا فعلا مكنتش متواجد فى صلاة الجماعه ، اصل الجماعه يا سيدى كانوا حاجزنى أأمهم للصلاة فمحبتش أزعلهم


ولفت إنتباه عمر ما قاله الحج كامل وعبرعن إعجابه بصمت بالغ حمل من معانى الاعجاب والتقدير ما جعل عيناه يزيد بريقها


عمر : ربنا يتقبل منكم ان شاء الله ، بس ياريت متحرمناش من وجود حضرتك معانا برده ، يعنى شويه معاهم وشويه معانا


الحج كامل : ان شاء الله يا بنى ، والله أنا كمان افتقدت صحبتك فى الصلاة ، تعالى بقي لما أعرفك بعيلتك الجديده


ثم يتنحى جانبا ليعرفه بهم : دى يا سيدى أمك الحجه أم خالد ، طبعا اعتبرها زى والدتك تمام


عمر : ازيك يا امي ، عمره مقبوله ان شاء الله


الأم : منا ومنك يا عمر يا بنى ، والله الحج كامل ملوش سيره غيرك من وقت ما ركبنا الباخره ، وبيذكرك بكل خير ، ربنا يبارك فيك يا ابنى


عمر : ربنا يجزيه ويجزيكى كل خير يا امي ، والله ده بس من أصلكم الطيب ، انا كمان من وقت ما ركبت الباخره وانا بعتبره زى والدى بالظبط سبحان من يؤلف القلوب، ولما مجاش النهارده الصلاه ولمحته قاعد قلت لازم اسلم وأطمن عليه ، فآسف لاقتحامى كده عليكم


الأم : ولا اقتحام ولا حاجه يا بنى ، ما احنا قلنا زى والدك يعنى تكلمه فى اى وقت ، هو فى حد بيستئذن عشان يكلم والده


عمر فى حياء من كرم تلك الاسره معه : شرف ليه والله يا امى إنى اكون واحد من عيلتكم الطيبه دى


الحج كامل مكملا التعارف : ودى يا سيدى أختك الصغيرة نهي


عمر مخفضا ً بصره : فرصه سعيده يا آنسه نهي وعمره مقبوله ان شاء الله


و ترفع نهي نظرها للمره الاولى منذ بدء الحديث لتبادله التحيه فإذا به ذلك الشاب الذي إصطدمت به أثناء صعودهم للباخره وتسرح للحظات وتتذكر حياؤه وسعادتها حينما رأت منه ذلك الحياء ، وهاهو أيضا صاحب ذلك الصوت الشجي الذى سمعته فنعم تلك الخلق التي تخلق بها وظلت تدعو له سرا ً، حتي إنتبهت لكلمته فبادلته الرد


نهى : احنا الاسعد يا فندم ، وعمره مقبوله منا ومنكم ان شاء الله


ثم سريعا ما أخفضت بصرها ، متذكرة خطورة النظروما يمكن ان يثيره داخل القلوب وقول رسول الله النظره الاولى لك والثانيه عليك ، ثم ما لبثت أن تذكرت عوض من ترك النظر خشية الله و كيف يمكن أن يتبدل بإيمان يجد حلاوته فى قلبه


وهنااااا ، يقطع حديثهم وكلماتهم صوت قبطان الباخره معلنا ً






القبطان : أعزائي الركاب ، بنوجه عناية حضراتكم ، إننا إقتربنا من الدخول على الميقات المحدد للرحلات القادمة من مصر ، فعلي كل الركاب اللى ناويين أداء مناسك العمرة انهم يجهزوا نفسهم للإحرام ، وهنتوقف قليلاً فى عرض البحر بمحاذاة الميقات المحدد لينا عشان جميع الركاب يلحقوا يحرموا ، تمنياتنا بعمره مقبوله للجميع


وهنا ، تنتفض نهي فور سماعها ذلك وتفيض عبراتها دون أدنى صوت منها ، ويتوقف كل شىء بها ولم يعد يحيا بها سوى ذلك القلب الذى ينبض شوقا لهذا المكان الذى غدا قريبا جدا ، وعيناها التي اصبحت كنهرجارى ٍ فاض بخيره ليروى كل نبته فى اجزاء جسدها .وتحتضنها والدتها بكل رفق وقد دمعت عيناها هى الاخرى ، فيلتفت عمر لهذا المشهد المؤثر ، ودون قصد يقع نظره عليها ، فيرى تلك الفتاه التي فاض شوقها لزيارة بيت الله فملأ المكان بنورهذا الحب


واذ بها تلك الفتاه التي إصطدم بها أثناء صعودهم للباخره وتذكر حياؤها وكلماتها البسيطه التي ألقتها ثم عادت مسرعة الى حضن والدتها وكأنها تحتمي به من أى اصطدام آخر ، ثم ينتبه أنه يجب أن يعطيهم مساحه للتعبير عن تلك اللحظه الخاصه التي يمروا بها ، والتي ستحفر فى أذهانهم كلما تجدد الحديث عن العمره


فاستئذن فى استحياء متمنيا لهم عمره مقبوله على وعد بلقاء الحج كامل الذى تبادل معه أرقام الهواتف والعناوين




****
تــــري ما الذى ستحمله لنا الأحداث ؟؟؟؟


تابعـــونااااا


هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا على المجهود

    ردحذف
  2. جميل يا دعاء بس فيه تعقيب أو اثتنين تسمحيلي بيهم؟

    أولا كلمة العبوث اسمها العبوس بالسين وليس بالثاء

    ثانيا نهى قالت لوالدها وحياتك يا بابا و نهى و أهلها ناس ملتزمة عارفين ان الحلف لا يكون إلا بالله عز وجل ولا يصح أن نقول لأي مخلوق وحياتك ..... دوما من يقولها خطأ يستحب له أن يقول لا إله إلا الله ويستغفر الله

    عذرا ولكن هذا لابد و أن اذكره حتى لا يسيء إلى قصتك الطيبة....منتظره الباقي غن شاء الله قريبا

    ردحذف
  3. اخي الفاضل : يوميات شحات
    اشكر متابعتك الطيبه ,, وأسعد بها دوما
    وافتقدها حينما تغيب عن صفحات الرسالة

    أختي الحبيبة : كلمات من نور
    اولا زيارتك ومتابعتك من اكتر الاشياء التى تدخل السرور الى قلبي
    جعلك الله دوما ممن تدخلين السرور على قلوب المسلمين
    ورزقك ثواب هذا الفضل
    وسعدت اكثر ان متابعتك ليست مجرد اطلاع على الكلمات وانما اهتمام ومتابعه لكل كلمة
    فأولا : جزااااكي الله خير على هذا الاهتمام
    نيجي بقي للمناقشة
    اولا جزااكي الله خيرا على تصحيح الكلمة ( عبوس )
    وساعمل على تعديلها ..
    اما عن ( وحياتك ) التي ذكرتها نهي ف سياق حوارها
    فلم تكن بغرض القسم او الحلف ولكنها كلمه وسط دعابه .. لم تحمل اكتر من معناها
    ولكن .. لكي كل الاحتراام لتنبيهي وساعمل أيضا على تعديلها .. لنتجنب الشبهااات
    جزااااكي الله خيرا .. ومن الان سانتظر دوما تعليقاااتك على الحلقاات القادمه ومناقشاتك
    احبك ف الله ولله


    دمتم بود

    ردحذف