(9)
ذهب اليه الحاج كامل ليباركه جمال صوته ، فوجده .. ابنه الجديد الذي تعرف عليه منذ قليل
عمر : تقبل الله يا والدى
الحج كامل : منا ومنكم يا عمر يا ابني ، بارك الله فيك ، صوتك فى تلاوة القرآن هديه غاليه من ربنا ليك ، حافظ عليها ،ومش بس جمال صوت ..
لا إستشعارك وتدبرك لآيات الذكر يخلي الواحد يتمنى يملك جمال صوتك
عمر فى استحيااء واضح : ربنا يباركلك يا والدى ، ربنا ينعم علينا جميعا بتدبر تلاوة القرآن
الحاج كامل : اللهم آمين ،انما قولي بقي يا باشمهندس إنت حد علمك التلاوة؟؟؟
عمر فى نظراات كأنها استعادت شريط ذكريات : آه الحمد لله ، والدى ووالدتى الله يرحمهم ويجزيهم عني كل خير ، كانوا دايما حريصين إنهم يجيبولى شيخ يحفظنى القرآن ويعلمنى التلاوة
لحد الحمد لله ما ربنا مّن عليه بحفظه وتلاوته ،فالحمد لله الذي يسرلي هذا وأهو نوع من أنواع البـِرْ بيهم وعمل صالح يشفعلهم ان شاء الله
الحج كامل : ربنا يرحمهم ويجزيهم عنك كل خير ، ويباركلك فى عملك يا بني
وإنصرفا كلاهما وهما يتبادلا أطراف الحديث ، وكانهما لم يتعارفا فقط منذ لحظات ، وانما كأن مر عليهم اعواما ً عديده
فما أجمل اللقاء والمعرفه فى الله ولله
***
وترك الحاج كامل عمر مع رفقائه الذين لا يقلوا أبدا عن صديقهم ، فنِعم تلك الصحبه الصالحه .
وانضم مجددا لزوجته وإبنته .. وجلس ثلاثتهم لتأمل تلك الطبيعه الخلااابة
وشرد كل منهم ، واطلقوا العنان لاعينهم أن تصطحب تلك الامواج المسافرة لتعود بهم زمنا الى الخلف ، وكأنهم داخل قاعه لعرض الأفلام وإنفرد كل ٍ منهم بمشاهدة فيلما ًمختلفا ً عن الاخر
فشرد الحج كامل ، وعَلـّت وجهه الشارد إبتسامه حملت كل معاني الصفاء والشوق لذكرى تلك الايام ، وعااد سنواات إلي الماضي البعيد ، والتي أثارها بداخله حواره مع عمر
فساافر بعيدا إلي تلك القرية الصغيرة ، الي ذلك البيت الذى إحتوت أركانه على حجرتين ضمت بين جدرانهما خمسة أطفال ،
وأم ، إرتسمت على ملامحها علامات الشقاء الممتزجة بالحب والحنان الذى فاض فى أرجاء ذلك المنزل البسيط فرسمت البسمه والحب على وجوه كل من بداخله ،
وأب ، عامل بسيط يكدح من اجل أن يُغنى اسرته عن السؤال ، ورجل تعلم فنون العطاء فأصبح يهب كل ما يملك لعائلته ، وكان رجل رغم بساطه حاله ، لكنه كان ذا سيط طيب وحكمة بالغه علمته إياها تلك الحياه التي عاشاها ، فكان ملجأ أهل القرية فى جميع الأمور
وبرغم بساطة الحال ، إلا أنه كان يحرص على تعليم اولاده ، وخصوصا تحفيظهم آيات الذكر الحكيم فى كـُتـّْاب صديقه الشيخ سعيد ، حيث هناك تعلم الحاج كامل وإخوته أصول الدين ، وحفظ وتلاوة القرآن الكريم
وتلك الام ، التي غرست فى أولادها أصول هذا الدين بشتي الطرق
فصاريتذكر..
ذلك الصندوق الورقي الذى صنعته والدته بيداها و كتبت عليه صندوق الصدقه ، ورغم قلة زاده الا أنها كانت تحرص دائما على ان تفرغه كل شهر وتجعل أولادها هم الذين يخرجون صدقاتهم ، ليعودوا من جديد بإدخار صدقات جديده ،
وكيف أنها كانت دوما تحرص على ان تجدد ملابسهم التى اصبحوا فى غني عنها ، وتضع لمساتها البسيطه عليها ، وتجعلهم يهدونها لمن هم فى إحتياج لها من أهل القرية ، وتخبرهم دائما ان تلك العطايا تخرج لله فلابد ان تخرج فى أجمل صورها
فتعلمهم بهذا معني العطااء ، وتغرس فيهم قيم هذا الدين ،
وصار يتذكر ...
كيف كانت تنثر عليهم قصص الصحابه والسيرة النبويه بطرقها الشيقه التي تجعلهم يتفكرون دائما فى معاني قصصها ،وكانها ألغاز وجب عليهم حلها ، فلا يصبحون إلا وقد تعلموا درسا جديدا .
وتلك القصه التى طالما تردت بذهنه وهو صغير دون ان يدرك معناها، قصة الصحابي أبو الدرداء عندما نزل عنده جماعة فى ليلة شديدة البرودة ، فبعث لهم بطعام ساخن ولم يبعث لهم باللـُحف ( الغطاء ) ،ولما هموا بالنوم جعلوا يتشاورون بأمر اللـُحف فقال واحد منهم أنا أذهب واكلمه
فقال له آخر : دعه . ؛ فأبي
ومضي حتى وقف على باب حجرته ، فرآه قد اضطجع ، وامراته جالسه قريبا منه وليس عليهما الا ثوب خفيف لايقي من حر ولا يصون من برد
فقال له : ما أراك بت الا كما نبيت نحن !!
أين متاعكم ؟؟؟
أبو الدرداء : لنا دار هناك ، نرسلُ إليها تباعا ً كل ما نحصل عليه من متاع ، ولو كنا استبقينا فى هذه الدار شيئا ً منه لبعثنا به إليكم
ثم إن فى طريقنا الذى سنسلكه إلي تلك الدار عقبة كؤؤدا (صعبة المرتقي)
المُخِف فيها خيرُ من المُـثقِل ، فأردنا أن نتخَفَف من أثقالنا علـّنا نجتاز
ثم قال للرجل : أفهمت ؟؟!!
فأجاب الرجل : نعم فهمت وجزيت خيرا
ولم يعي كامل ما كانت تعنيه والدته منها إلا عندما كبر ،
وتـَذَكر ايضا ..
حرصها الشديد على إدخار كل ما يزيد عن حاجتها الشخصيه ، لتسافر هى وزوجها وتزور الحبيب ، فكانت أكثر امانيها شوقا ًإلي تحقيقها ، وظلت على حالها لاعواام حتي إكتملت معها النقود ، ولم تكد تصدق حالها أنها اخيرا ً ستزور الرسول ، وكم بكت كثيرا تأثراً وفرحاً بإكتمال المبلغ معها ،وكم كانت سعادتها أن رفيق رحلتها هو زوجها الذى طالما نبض قلبها حبا ً له
وكيف كان وجهها مضيء ومشرق حينما عادت من رحلتها ، وكأنها إستعادت الحياه من جديد.
وتدور عجلة الزمن ، لتقف بتلك الأسرة فى محطه جديده يصطحبهم فيها فقدان هذا الاب المكافح بعد مرض لم يطول كثيرا ً ، تاركا ً لزوجته واولادة سيرة طيبه يحملها الجميع فوق رؤسهم
ولم يكن غريبا على تلك الام التي تعملت فنون ومهارات الحياة من أجل إسعاد أسرتها ، أن تفتح بابا جديدا ً لمهارة جديدة تساعدها على توزان تلك الاسرة دون اللجوء لمساعدة أحد
وتعلمت فنون التفصيل ، وأصبحت من أمهر خياطات تلك القرية ، وأتقنهم لعملها ، وواصلت المسيرة حتي إستطاعت تجهيز وتزويج البنتان
ورأت فرسانها الثلاثه قد إمتطي كل ُ منهم جَوَادَهُ وانطلق ليشق طريقه فى هذه الحياة ،
حتي إستشعرت انها قد انهت رسالتها وإشتاقت لرفيق دربها ، وتمنت لو تقابله من جديد لتخبره بكل ما حدث بعد رحيله
وما هي إلا سنوات قليله حتي تحققت رغبتها ورحلت هي الاخري
رحلت بقلب راض ٍ عن فلذات اكبادها الذين كانوا دوما ًبارين بها وبوالدهم
كما كانوا بارين ببعضهم البعض ، وبتلك الرحم التي جمعتهم .
وكم شعر بعدها كامل وإخوته بفرااغ مكانها ، ووَحْشَة المنزل بدونها
وعاش كامل وحدته وبرودة ايامه حتى إجتمع مع زوجته ، وتـَذَكُر رحلة زواجهم ، وكم عانت هي الاخرى معه فى بداية حياته كما عانت أمه مع أبيه
و أنهي رحلته مع الماضي بتأمل وجه زوجته الشارد .
فكانت هي الاخري قد أدارت شريط الايام وعادت به زمنا ً ، ولكنها عادت إلي طفولة نهي ، وكيف كانت نهي طفله يدللها و يحبها الجميع لطلاقة لسانها ، وشقاوتها المحببه من كل أفراد العائلة
وكيف كانت رغم انها الصغري والمدللله الا انها كانت دوما ًعطاءة و حنونه ومحبه للجميع
فتذكرت ما كانت تفعله مع إخوتها أيام زوااجهم ، وكيف ساندت ليلي كثيرا فى محاولة تـَفّهُم محمد فى بداية إرتباطهم ، وكيف كانت تعطيها الافكار لمحاولة جعل بيتها يمتلىء بالحب والحنان وفى نفس الوقت يقوم بذكر الله الذي يجمعها دائما وزوجها ويزيد المحبه بينهم ويجنبهم الشيطان.
ذهب اليه الحاج كامل ليباركه جمال صوته ، فوجده .. ابنه الجديد الذي تعرف عليه منذ قليل
عمر : تقبل الله يا والدى
الحج كامل : منا ومنكم يا عمر يا ابني ، بارك الله فيك ، صوتك فى تلاوة القرآن هديه غاليه من ربنا ليك ، حافظ عليها ،ومش بس جمال صوت ..
لا إستشعارك وتدبرك لآيات الذكر يخلي الواحد يتمنى يملك جمال صوتك
عمر فى استحيااء واضح : ربنا يباركلك يا والدى ، ربنا ينعم علينا جميعا بتدبر تلاوة القرآن
الحاج كامل : اللهم آمين ،انما قولي بقي يا باشمهندس إنت حد علمك التلاوة؟؟؟
عمر فى نظراات كأنها استعادت شريط ذكريات : آه الحمد لله ، والدى ووالدتى الله يرحمهم ويجزيهم عني كل خير ، كانوا دايما حريصين إنهم يجيبولى شيخ يحفظنى القرآن ويعلمنى التلاوة
لحد الحمد لله ما ربنا مّن عليه بحفظه وتلاوته ،فالحمد لله الذي يسرلي هذا وأهو نوع من أنواع البـِرْ بيهم وعمل صالح يشفعلهم ان شاء الله
الحج كامل : ربنا يرحمهم ويجزيهم عنك كل خير ، ويباركلك فى عملك يا بني
وإنصرفا كلاهما وهما يتبادلا أطراف الحديث ، وكانهما لم يتعارفا فقط منذ لحظات ، وانما كأن مر عليهم اعواما ً عديده
فما أجمل اللقاء والمعرفه فى الله ولله
***
وترك الحاج كامل عمر مع رفقائه الذين لا يقلوا أبدا عن صديقهم ، فنِعم تلك الصحبه الصالحه .
وانضم مجددا لزوجته وإبنته .. وجلس ثلاثتهم لتأمل تلك الطبيعه الخلااابة
وشرد كل منهم ، واطلقوا العنان لاعينهم أن تصطحب تلك الامواج المسافرة لتعود بهم زمنا الى الخلف ، وكأنهم داخل قاعه لعرض الأفلام وإنفرد كل ٍ منهم بمشاهدة فيلما ًمختلفا ً عن الاخر
فشرد الحج كامل ، وعَلـّت وجهه الشارد إبتسامه حملت كل معاني الصفاء والشوق لذكرى تلك الايام ، وعااد سنواات إلي الماضي البعيد ، والتي أثارها بداخله حواره مع عمر
فساافر بعيدا إلي تلك القرية الصغيرة ، الي ذلك البيت الذى إحتوت أركانه على حجرتين ضمت بين جدرانهما خمسة أطفال ،
وأم ، إرتسمت على ملامحها علامات الشقاء الممتزجة بالحب والحنان الذى فاض فى أرجاء ذلك المنزل البسيط فرسمت البسمه والحب على وجوه كل من بداخله ،
وأب ، عامل بسيط يكدح من اجل أن يُغنى اسرته عن السؤال ، ورجل تعلم فنون العطاء فأصبح يهب كل ما يملك لعائلته ، وكان رجل رغم بساطه حاله ، لكنه كان ذا سيط طيب وحكمة بالغه علمته إياها تلك الحياه التي عاشاها ، فكان ملجأ أهل القرية فى جميع الأمور
وبرغم بساطة الحال ، إلا أنه كان يحرص على تعليم اولاده ، وخصوصا تحفيظهم آيات الذكر الحكيم فى كـُتـّْاب صديقه الشيخ سعيد ، حيث هناك تعلم الحاج كامل وإخوته أصول الدين ، وحفظ وتلاوة القرآن الكريم
وتلك الام ، التي غرست فى أولادها أصول هذا الدين بشتي الطرق
فصاريتذكر..
ذلك الصندوق الورقي الذى صنعته والدته بيداها و كتبت عليه صندوق الصدقه ، ورغم قلة زاده الا أنها كانت تحرص دائما على ان تفرغه كل شهر وتجعل أولادها هم الذين يخرجون صدقاتهم ، ليعودوا من جديد بإدخار صدقات جديده ،
وكيف أنها كانت دوما تحرص على ان تجدد ملابسهم التى اصبحوا فى غني عنها ، وتضع لمساتها البسيطه عليها ، وتجعلهم يهدونها لمن هم فى إحتياج لها من أهل القرية ، وتخبرهم دائما ان تلك العطايا تخرج لله فلابد ان تخرج فى أجمل صورها
فتعلمهم بهذا معني العطااء ، وتغرس فيهم قيم هذا الدين ،
وصار يتذكر ...
كيف كانت تنثر عليهم قصص الصحابه والسيرة النبويه بطرقها الشيقه التي تجعلهم يتفكرون دائما فى معاني قصصها ،وكانها ألغاز وجب عليهم حلها ، فلا يصبحون إلا وقد تعلموا درسا جديدا .
وتلك القصه التى طالما تردت بذهنه وهو صغير دون ان يدرك معناها، قصة الصحابي أبو الدرداء عندما نزل عنده جماعة فى ليلة شديدة البرودة ، فبعث لهم بطعام ساخن ولم يبعث لهم باللـُحف ( الغطاء ) ،ولما هموا بالنوم جعلوا يتشاورون بأمر اللـُحف فقال واحد منهم أنا أذهب واكلمه
فقال له آخر : دعه . ؛ فأبي
ومضي حتى وقف على باب حجرته ، فرآه قد اضطجع ، وامراته جالسه قريبا منه وليس عليهما الا ثوب خفيف لايقي من حر ولا يصون من برد
فقال له : ما أراك بت الا كما نبيت نحن !!
أين متاعكم ؟؟؟
أبو الدرداء : لنا دار هناك ، نرسلُ إليها تباعا ً كل ما نحصل عليه من متاع ، ولو كنا استبقينا فى هذه الدار شيئا ً منه لبعثنا به إليكم
ثم إن فى طريقنا الذى سنسلكه إلي تلك الدار عقبة كؤؤدا (صعبة المرتقي)
المُخِف فيها خيرُ من المُـثقِل ، فأردنا أن نتخَفَف من أثقالنا علـّنا نجتاز
ثم قال للرجل : أفهمت ؟؟!!
فأجاب الرجل : نعم فهمت وجزيت خيرا
ولم يعي كامل ما كانت تعنيه والدته منها إلا عندما كبر ،
وتـَذَكر ايضا ..
حرصها الشديد على إدخار كل ما يزيد عن حاجتها الشخصيه ، لتسافر هى وزوجها وتزور الحبيب ، فكانت أكثر امانيها شوقا ًإلي تحقيقها ، وظلت على حالها لاعواام حتي إكتملت معها النقود ، ولم تكد تصدق حالها أنها اخيرا ً ستزور الرسول ، وكم بكت كثيرا تأثراً وفرحاً بإكتمال المبلغ معها ،وكم كانت سعادتها أن رفيق رحلتها هو زوجها الذى طالما نبض قلبها حبا ً له
وكيف كان وجهها مضيء ومشرق حينما عادت من رحلتها ، وكأنها إستعادت الحياه من جديد.
وتدور عجلة الزمن ، لتقف بتلك الأسرة فى محطه جديده يصطحبهم فيها فقدان هذا الاب المكافح بعد مرض لم يطول كثيرا ً ، تاركا ً لزوجته واولادة سيرة طيبه يحملها الجميع فوق رؤسهم
ولم يكن غريبا على تلك الام التي تعملت فنون ومهارات الحياة من أجل إسعاد أسرتها ، أن تفتح بابا جديدا ً لمهارة جديدة تساعدها على توزان تلك الاسرة دون اللجوء لمساعدة أحد
وتعلمت فنون التفصيل ، وأصبحت من أمهر خياطات تلك القرية ، وأتقنهم لعملها ، وواصلت المسيرة حتي إستطاعت تجهيز وتزويج البنتان
ورأت فرسانها الثلاثه قد إمتطي كل ُ منهم جَوَادَهُ وانطلق ليشق طريقه فى هذه الحياة ،
حتي إستشعرت انها قد انهت رسالتها وإشتاقت لرفيق دربها ، وتمنت لو تقابله من جديد لتخبره بكل ما حدث بعد رحيله
وما هي إلا سنوات قليله حتي تحققت رغبتها ورحلت هي الاخري
رحلت بقلب راض ٍ عن فلذات اكبادها الذين كانوا دوما ًبارين بها وبوالدهم
كما كانوا بارين ببعضهم البعض ، وبتلك الرحم التي جمعتهم .
وكم شعر بعدها كامل وإخوته بفرااغ مكانها ، ووَحْشَة المنزل بدونها
وعاش كامل وحدته وبرودة ايامه حتى إجتمع مع زوجته ، وتـَذَكُر رحلة زواجهم ، وكم عانت هي الاخرى معه فى بداية حياته كما عانت أمه مع أبيه
و أنهي رحلته مع الماضي بتأمل وجه زوجته الشارد .
فكانت هي الاخري قد أدارت شريط الايام وعادت به زمنا ً ، ولكنها عادت إلي طفولة نهي ، وكيف كانت نهي طفله يدللها و يحبها الجميع لطلاقة لسانها ، وشقاوتها المحببه من كل أفراد العائلة
وكيف كانت رغم انها الصغري والمدللله الا انها كانت دوما ًعطاءة و حنونه ومحبه للجميع
فتذكرت ما كانت تفعله مع إخوتها أيام زوااجهم ، وكيف ساندت ليلي كثيرا فى محاولة تـَفّهُم محمد فى بداية إرتباطهم ، وكيف كانت تعطيها الافكار لمحاولة جعل بيتها يمتلىء بالحب والحنان وفى نفس الوقت يقوم بذكر الله الذي يجمعها دائما وزوجها ويزيد المحبه بينهم ويجنبهم الشيطان.
وكيف صادقت مريم وكانت دائما تنصرها على اخيها حتى لا تشعر مريم بوحدتها بينهم ، ثم كانت تاخذ مريم فى جانب بعيد عن خالد وتحاول أن توضح لها نقاط الصح والخطأ ، لتتجنبه ، فتقوم مريم بدورها بتلطيف الأجواء ، ويعود جو الصفا والود مرة أخري ليملىء المكان .
كم كانت دوما نهي لاتفكر بحالها على قدر ما كانت تهتم بإسعاد كل من حولها ،
لكنها تغيرت كثيرا ًفى الايام الاخيره ، فبرغم تلك الإبتسامه المرسومه على وجهها ، ولكن كان هناك دائما حزن يمليء عيناها ، وكانت دائمة الشرود ، فتـُرى ما حل بها ؟؟ ، وما سبب هذا الحزن الدفين بها ؟ وما هو ذلك السر الخفي الذى أشعر به ينمو بداخلها حتى كاد أن ينفجر؟
وظلت ترمق نهي بنظرااتها الحانيه علـّها تستشف من نظراتها هذه ما تخفيه قرة عينها
وظلت تدعي لها بقلبها الحاااني بان يرضي الله عنها ، ويرزقها بزوج صالح يبادلها عطائها مع الجميع
كم كانت دوما نهي لاتفكر بحالها على قدر ما كانت تهتم بإسعاد كل من حولها ،
لكنها تغيرت كثيرا ًفى الايام الاخيره ، فبرغم تلك الإبتسامه المرسومه على وجهها ، ولكن كان هناك دائما حزن يمليء عيناها ، وكانت دائمة الشرود ، فتـُرى ما حل بها ؟؟ ، وما سبب هذا الحزن الدفين بها ؟ وما هو ذلك السر الخفي الذى أشعر به ينمو بداخلها حتى كاد أن ينفجر؟
وظلت ترمق نهي بنظرااتها الحانيه علـّها تستشف من نظراتها هذه ما تخفيه قرة عينها
وظلت تدعي لها بقلبها الحاااني بان يرضي الله عنها ، ويرزقها بزوج صالح يبادلها عطائها مع الجميع
وهنا كانت نهي ممسكه بمفكرتها الصغيرة وتسطر بها ما إستشعرته بعد صلاتها مع والدتها
فسطرت :-
كان قد قطع إسترسالي فى الكتابه منذ قليل ، سماعي لآذان الظهر ، وقيامي لأداء الصلاه فى موعدها ومحاولة إكتساب ثواب الصلاه فى اول وقتها
وبعد ان انهيت وضوئي ، جال بخاطري ان أجعل والدى يَؤُمْنـَا للصلاة
فلماذا لم اكن افكر دوما ً فى فعل هذا ، فكم هو رائع حينما يجمعنا والدى لأداء صلاة الفجر أو إحدي الصلوات الأخرى حينما يكون الوقت مواتيا لفعل هذا
ودخلت بالفعل لطلب هذا من والدى ، ولكنى وجدته قد إنصرف للصلاة مع الجماعة ، وإقترحت على والدتى أن نصلي انا وهى فنصيب نحن أيضا ثواب صلاة الجماعه
وبينما أمي تقوم بتكبيرة الإحرام ، إستشعرت بدبيب غريب بقلبي ، وكان مزيج من مشاعر كثيره ، لا أستطيع تصنيف كل منهم على حِدا ، ولكنى شعرت بقرب شديد منها ، ومن الله ، وإستشعرت كم يزيد الإجتماع على ذكر الله الألفه والمحبه فى القلوب
فاللهم أجمعنا دائما على طاعتك وقربك وحبك وإجعل كل اعمالنا خالصة ً لوجهك الكريم
وبعد أن فرغنا من اداء الصلاة ، جلسنا نقرأ القرآن سويا ً ، وشعرت فى بداية الأمر برهبة ، وأننى عدت طفله صغيرة تخاف أن تتلعثم وتخطيء فى القراءة ،
ولكن أمي بددت بداخلي ذلك الشعور سريعا ً ، فأشعرتني انها صديقتى ، وصارت تسئلنى وكاننى سـَأُّعَلِمَهَا ، ومر الوقت بنا سريعا دون ان نشعر
حتى آتي والدي من جديد ، وها نحن الآن نجلس لتنسم هواء البحر ، والتأمل فى جمال خلق الله سبحانه وتعالي
فسبحان الذى خلق الكون فاحسن كل شىء خلقة .
أشعر الآن برغبتي الشديده فى الطواف بالبيت ، والتلبيه ، فاصبحت أشتاق أكثر إلي الذهاب هنااك ، وكأن قلبي لم يعد يحتمل حركة العقارب والساعات ، وكأن هذا الحلم الذي غدا على بعد ساعات قليله ليتحقق ، صار بعيد المنال
ولكن . صبرا ً جميلا ً
فلأردد التلبية ، حتي أروي شوق قلبي
لبيك اللهم لبيك ن لبيك لا شريك لك لبيك ن إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك
***
وظلت تردده حتى انتبهت الي أمها التي قد سمعت همهمتها ، فاصبحت تردد هى الاخري بالتلبيه معها بصوت منخفض ، وأدركهم الحاج كامل هو الأخر فصار ثلاثتهم يرددوا شوقا ً وحبا ً ..
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ن إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا لا شريك لك
***
تــُري ما تحمله لنا جديد الأحداث؟؟
فسطرت :-
كان قد قطع إسترسالي فى الكتابه منذ قليل ، سماعي لآذان الظهر ، وقيامي لأداء الصلاه فى موعدها ومحاولة إكتساب ثواب الصلاه فى اول وقتها
وبعد ان انهيت وضوئي ، جال بخاطري ان أجعل والدى يَؤُمْنـَا للصلاة
فلماذا لم اكن افكر دوما ً فى فعل هذا ، فكم هو رائع حينما يجمعنا والدى لأداء صلاة الفجر أو إحدي الصلوات الأخرى حينما يكون الوقت مواتيا لفعل هذا
ودخلت بالفعل لطلب هذا من والدى ، ولكنى وجدته قد إنصرف للصلاة مع الجماعة ، وإقترحت على والدتى أن نصلي انا وهى فنصيب نحن أيضا ثواب صلاة الجماعه
وبينما أمي تقوم بتكبيرة الإحرام ، إستشعرت بدبيب غريب بقلبي ، وكان مزيج من مشاعر كثيره ، لا أستطيع تصنيف كل منهم على حِدا ، ولكنى شعرت بقرب شديد منها ، ومن الله ، وإستشعرت كم يزيد الإجتماع على ذكر الله الألفه والمحبه فى القلوب
فاللهم أجمعنا دائما على طاعتك وقربك وحبك وإجعل كل اعمالنا خالصة ً لوجهك الكريم
وبعد أن فرغنا من اداء الصلاة ، جلسنا نقرأ القرآن سويا ً ، وشعرت فى بداية الأمر برهبة ، وأننى عدت طفله صغيرة تخاف أن تتلعثم وتخطيء فى القراءة ،
ولكن أمي بددت بداخلي ذلك الشعور سريعا ً ، فأشعرتني انها صديقتى ، وصارت تسئلنى وكاننى سـَأُّعَلِمَهَا ، ومر الوقت بنا سريعا دون ان نشعر
حتى آتي والدي من جديد ، وها نحن الآن نجلس لتنسم هواء البحر ، والتأمل فى جمال خلق الله سبحانه وتعالي
فسبحان الذى خلق الكون فاحسن كل شىء خلقة .
أشعر الآن برغبتي الشديده فى الطواف بالبيت ، والتلبيه ، فاصبحت أشتاق أكثر إلي الذهاب هنااك ، وكأن قلبي لم يعد يحتمل حركة العقارب والساعات ، وكأن هذا الحلم الذي غدا على بعد ساعات قليله ليتحقق ، صار بعيد المنال
ولكن . صبرا ً جميلا ً
فلأردد التلبية ، حتي أروي شوق قلبي
لبيك اللهم لبيك ن لبيك لا شريك لك لبيك ن إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك
***
وظلت تردده حتى انتبهت الي أمها التي قد سمعت همهمتها ، فاصبحت تردد هى الاخري بالتلبيه معها بصوت منخفض ، وأدركهم الحاج كامل هو الأخر فصار ثلاثتهم يرددوا شوقا ً وحبا ً ..
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ن إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا لا شريك لك
***
تــُري ما تحمله لنا جديد الأحداث؟؟
تابعوناااااا
متابعين يافندم
ردحذفكملى
أبو الدرداء : لنا دار هناك ، نرسلُ إليها تباعا ً كل ما نحصل عليه من متاع ، ولو كنا استبقينا فى هذه الدار شيئا ً منه لبعثنا به إليكم
ردحذف================================
ما أجملها من مقولة وما أجمل أن يكون المرء خفيف المتاع في الدنيا ثقيل الميزان والأجر في الآخرة ...
منتظرة بتشوق يا فتاتي الجزء الجديد
مهاااا
ردحذفجزاااكي الله خير على حسن المتابعه
وتابعينا دومااا
كلمات من نور
ربنا يثقل موازين حسناتنا يارب ونكون من المخففين
من الذنوب والمعاصي
واسعد دوما بكلماتك ومتابعتك الرائعه
واسال الله ان نجتمع يوما بتلك الكلمات التي ربطت قلوبنا بالحب ف الله
تابعينا الى النهاية
سأسعد كثيرا برايك النهائي ف القصه